دين
عبدالرحيم علي في ضيافة شيخ العرب
سعد الحلوايعادة لا تنقطع ووفاء بالنذر، كلما حطت راحلته لدى شيخ العرب، صحبة ود وتعارف دام لسنوات بينه وبين من يسكن جنبات مسجد «البدوي»، يعرفونه كزائر خير جاء بالقلب يحمل معه نفحات من الروح في الروح تسكن، يخلع عنه مشاغله كل حين، ويطوف على مساجد آل البيت حتى ينتهى به المطاف لدن شيخ العرب، مذ أمد والود موصول ومن الله المدد، طواف حول الفقراء فيه النجاة والمناجاة، مصافحة فيها يد الله حاضرة ومفازة يعرفها أولو القلوب والألباب، وعتابات ليس لوقفتها أهواء سوى جوار الأولياء حيث لا خوف ولا ضراء مضرة..
طنطا مدينة عامرة بأضرحة أولياء الله، وكأنهم وجدوا فيها الراحة بعد رحلة شقاء.
كان الكاتب الصحفى عبد الرحيم على عضو مجلس النواب عن دائرة الدقى والعجوزة، قد تلقى دعوة من جامعة طنطا، ليحل ضيفًا بندوة تثقيفية عن خطر الشائعات، وربما تصادف وصول تلك الدعوة مع نية زيارته لضريح شيخ العرب، قبيل احتفال مولده بأيام، كانت الدعوة مفتوحة لمن أراد، فحافلة المحبة تتسع للجميع وليس هنا صحبة وجمع خير من جمع تكون النية فيها لله.
اصطحب «على» في رحلته أسرته، وأعضاء مكتبه، وعددا من صحفى «البوابة نيوز»، وعددا من السياسيين بدائرة الدقى والعجوزة. ولأن طلب المدد في القلب للوطن قبل النفس، ألقى عبد الرحيم على كلمته في الندوة التثقيفية كما لو كان يقاتل في معركة جديدة من معاركه ضد الجماعات الإرهابية، فند كل الأكاذيب وكشف حجم المغالطات ومغزى الشائعات التى تم توجيهها للنيل من وحدة هذا الوطن.. دخل في المناطق الشائكة وأجاب كمصرى مخلص عن ما حاول الأعداء إلصاقه بالجيش المصري. حضور أكبر من المتوقع، وإنصات وتقدير من الطلبة لرجل يعرفون أنه لا ينطق إلا بمعلومة، ولا يحلل إلا عن دراية.
التفاف من أعضاء هيئة التدريس والطلبة والطالبات حول عبد الرحيم على، في مشهد يؤكد لكل مصرى أن مصر تحفظ في القلب والذاكرة كل من وقف بجوارها في أزمتها، مشهد يؤكد أن الشباب فقط يبحثون عن القدوة عن الصدق في القول والحب، عن من يخاطب عقولهم وينير بصيرتهم، عن من يقتفون أثره ويتعلمون منه حب الوطن.
في ختام الندوة، جاء التكريم من جامعة طنطا للكاتب الصحفى عبد الرحيم على، مسك الختام قبل التوجه لصلاة العصر والجلوس في حضرة العارف بالله سيدى أحمد البدوي.
وهناك وكأن سحائب المحبة انتقلت من الجامعة إلى المسجد، أن تكون معروفا في محفل علمى بصفتك وخبرتك ووظيفتك أمر، وأن تكون معروفا بين الفقراء والبسطاء ومريدى الأولياء أمر آخر، فمحبتهم برهان على حب الله، فمن أحبه الله زرع الله في قلوب عباده حبّا لهم.
من ضريح إلى ضريح انتقلت الأفئدة مستأنسة بذكر الله، والدعاء لمصر والمصريين بالأمن والأمان والسلام.