مقالات
د.فوزي يونس يكتب ..من ريو 1992 الي باكو 2024: تكامل الأهداف لتحقيق مستقبل أخضر
د.فوزي يونسالعنوان "من ريو 1992 إلى باكو 2024: تكامل الأهداف لتحقيق مستقبل أخضر" يعكس رحلة طويلة من الجهود الدولية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وفيما يلي استعراض موجز لهذه الرحلة:
1. ريو 1992 (قمة الأرض):
كانت نقطة الانطلاق في الجهود العالمية للتنمية المستدامة. تم خلالها تبني "أجندة 21" وهي خطة عمل شاملة لتعزيز التنمية المستدامة عالميًا.
هذا كما ركزت على قضايا مثل حماية التنوع البيولوجي مكافحة التغير المناخي ومواجهة التصحر.
2. اتفاقيات دولية كبرى:
انبثقت عن ريو اتفاقيات رئيسية منها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) واتفاقية مكافحة التصحر (UNCCD) واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD).
3. تطورات دولية لاحقة:
شهدت العقود التي تلت القمة تحولات مهمة مثل تبني أهداف التنمية المستدامة (SDGs) في 2015 التي قدمت رؤية شاملة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي العدالة الاجتماعية وحماية البيئة بحلول عام 2030.
4. التحديات والفرص:
بينما حققت الدول تقدمًا ملحوظًا في بعض المجالات واجه العالم تحديات كبيرة أبرزها التغير المناخي الكوارث الطبيعية والفجوات التنموية بين الدول.
5. باكو 2024:
تمثل باكو 2024 محطة مهمة لتقييم مدى نجاح العالم في دمج الأهداف البيئية مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية. كما تركزت المناقشات على قضايا مثل التمويل الأخضر الابتكار التكنولوجي وتعزيز الشراكات العالمية لمواجهة التحديات البيئية.
أهمية تكامل الأهداف:
التطورات في العمل المناخي العالمي بين اتفاق باريس 2015 ومؤتمر الأطراف COP27 تمثل رحلة مليئة بالإنجازات والتحديات في مواجهة أزمة المناخ. فيما يلي استعراض لأبرز التطورات:
1. اتفاق باريس 2015 (COP21):
نقطة تحول تاريخية: تم تبني الاتفاقية العالمية للتغير المناخي بموافقة 195 دولة.
الأهداف الرئيسية:
الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 2 درجة مئوية مع السعي لتقليلها إلى 1.5 درجة.
التزام الدول بتقديم مساهمات محددة وطنياً (NDCs) لتقليل الانبعاثات.
تخصيص 100 مليار دولار سنويًا لتمويل المناخ للدول النامية بحلول 2020.
التحديات: التنفيذ كان بطيئًا وتم تجاوز الموعد النهائي للتمويل دون تحقيق الهدف بالكامل.
2. ما بعد باريس: التقدم والالتزامات الدولية
في مؤتمر الأطراف COP24
اعتماد كتاب القواعد لتنفيذ اتفاق باريس بما في ذلك الإبلاغ عن الانبعاثات والتمويل.
COP26 في غلاسكو
التركيز على تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
الاتفاق على التخلص التدريجي من الفحم وتقليل تمويل الوقود الأحفوري.
زيادة الالتزام بتعزيز التكيف مع المناخ وتمويل الدول النامية.
3. مؤتمر الأطراف COP27 (شرم الشيخ 2022):
أبرز المحاور:
"الخسائر والأضرار": إنشاء صندوق لتعويض الدول الأكثر عرضة للكوارث المناخية.
التركيز على التكيف أكثر من تقليل الانبعاثات تلبية لمطالب الدول النامية.
تعزيز تنفيذ الالتزامات المالية وتعزيز الشراكات.
التحديات:
بطء التنفيذ، خاصة في مواجهة الفجوة التمويلية.
استمرار اعتماد بعض الدول الكبرى على الوقود الأحفوري.
أبرز القضايا بين COP27 و COP28 (باكو 2024):
1. مراجعة المساهمات المحددة وطنياً (NDCs):
الدول مطالبة بتحديث التزاماتها لرفع الطموح بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية.
2. التكيف مع المناخ:
تعزيز مشاريع الحماية من الفيضانات والجفاف.
تحسين القدرة على تحمل الكوارث في الدول النامية.
3. التمويل المناخي:
تحقيق التزام الـ100 مليار دولار الذي لم يتحقق بعد.
دفع عجلة التمويل الأخضر والشراكات مع القطاع الخاص.
4. الطاقة المتجددة:
تعزيز التحول للطاقة النظيفة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
دروس مستفادة ومسار المستقبل:
* التعاون الدولي أساسي: النجاح يعتمد على التنسيق بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
* الالتزام بالتنفيذ: يجب الانتقال من التعهدات إلى الأفعال على أرض الواقع.
* التكنولوجيا والابتكار: أدوات حاسمة للتخفيف من الانبعاثات وتحسين التكيف.
وفي النهاية فان التكامل بين الجهود الدولية يضمن تحقيق مستقبل أخضر ومستدام.
هذا ويعتمد النجاح على التعاون بين الحكومات القطاع الخاص المجتمع المدني والمؤسسات البحثية لتعزيز الابتكار وتحقيق التحول الأخضر.
كما جاء خلال مؤتمر الاطراف ٢٩ بباكو 2024 وأنه سيكون محطة رئيسية لتعزيز الالتزامات وتعميق التعاون العالمي لتحقيق مستقبل أخضر ومستدام.