مقالات
الشعب السوري بين سقوط الجيش والتدخلات الخارجية
احمدبدويعندما نتاول تطور الأزمة السورية، من بداية الاحتجاجات السلمية في عام 2011 إلى تحولها إلى صراع دموي طويل، ويعرض التأثيرات التي تركتها الحرب على الجيش السوري ودوره في النزاع.
بدأ الجيش السوري في بداية الأزمة كأحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، مع تجهيزات عسكرية حديثة ودعم من حلفائه مثل روسيا وإيران. ولكن مع تصاعد الاحتجاجات والضغوط العسكرية والسياسية، شهد الجيش انشقاقات واسعة في صفوفه، خاصة بعد قمعه العنيف للمتظاهرين وتدهور الوضع الأمني في البلاد. هذه الانشقاقات أضعفت الجيش وأدى إلى نقص في الدعم الشعبي، مما انعكس سلباً على قدراته القتالية.
وفي ظل تزايد التدخلات الخارجية، زادت تعقيدات الصراع، حيث تدخلت روسيا بشكل مباشر لدعم النظام السوري، بينما قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعماً للمجموعات المعارضة. هذه التدخلات الدولية فاقمت من تعقيد الوضع العسكري ودفعت نحو تصعيد القتال على مختلف الجبهات.
الجيش السوري فقد العديد من الأراضي المهمة لصالح المعارضة وتنظيم داعش، مما شكل ضربة كبيرة له، وزاد من الانشقاقات داخله. هذا التراجع أظهر تدهور كفاءته القتالية، ليصبح الجيش السوري في موقف دفاعي على عدة جبهات. ومن أبرز التحولات التي شهدها هو تزايد الاعتماد على الميليشيات الأجنبية والمرتزقة، مثل قوات إيرانية وحزب الله اللبناني، الذين كانوا يشكلون عصب القوة في استعادة الأراضي، مما أظهر ضعف الجيش السوري التقليدي.