مقالات
حادث قطار طنطا .. وسلبية الركاب
صفاء الطويل
أظهر حادث قطار طنطا المؤسف حجم السلبية التي وصل اليها المجتمع المصري، فالكمساري كان يمارس عمله حين طلب من شابان يعملان كباعة جائلين قطع تذكرة أو تسليمهم للشرطة حسب القواعد المعمول بها في هيئة السكه الحديد منذ انشائها قبل اكثر من 150 سنة، مما اضطر الشابان الي القفز من القطار قبل دخوله المحطه خوفا من تسليمهم للشرطة ليلقي أحدهم مصرعة علي الفور تحت عجلات القطار .
وبصرف النظر عن المخطئ فان السؤال الذي يبحث عن جواب اين ركاب القطار، وكيف سمحوا باتساع هوة الخلاف بين الشابان والكمساري الي هذا الحد، هل انتهت النخوة من المجتمع المصري، الم يكن بينهم راكب واحد قادر علي دفع قيمة التذكرة ومنع تلك الماساة ، ألم تكن بينهم امرأة مثلي قادرة علي جمع المبلغ المطلوب من الركاب .
الغريب في الأمر أن الركاب استمروا في رحلتهم دون ان يلقوا بالا لوفاة الشاب،كأن شيئا لم يحدث، هل يوجد انسان لديه مسحه من عقل قادر علي تصور ان الشابان سوف يلقيان انفسهما تحت عجلات القطار دون ان يحدث لهم مكروه .
وبعيدا عن البعد القانوني لتصرف الكمساري الذي وجهت اليه النيابة تهمة الشروع في قتل،فان روح القتيل سوف تظل تطارد كل من ركاب ذلك القطار الذين لم يحاولوا منع الكارثة من الوقوع ، فكم كان حظ محمد سيئا حين استقل قطارا خاليا من الرجال وان كان مليئا بالذكور ، ولكنهم أناس تأبي النساء ان يتخلقن باخلاقهم