العالم
الحرس الثوري يسرق جثث المتظاهرين من ثلاجات الموتى
وكالاتكشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، اليوم الأحد، أن الحرس الثوري وقوات الأمن الإيرانية تقوم بسرقة جثث الأشخاص الذين قتلتهم خلال الانتفاضة الشعبية الأخيرة من المستشفيات وثلاجات الموتى لإخفاء حجم المجازر التي ارتكبتها ضد المتظاهرين.
وأشارت الصحيفة في تحقيق مطول عن الاحتجاجات التي اندلعت في معظم المدن الإيرانية الأسبوع الماضي إلى أن أسرة أحد ضحايا قمع السلطات الإيرانية وهو مهدي نقوي، 20 عامًا، لم تستطع إيجاده رغم أنه أدخل المستشفى بعد إصابته برصاص الحرس الثوري خلال تظاهرة في مدينة شيراز.
وقال عمه أحمد: ”كان في حالة خطرة عندما أحضر للمستشفى، عرفنا ذلك من خلال شبكة إنستجرام، أردنا رؤيته لكننا لم نستطع ولم نعد نسمع عنه شيئًا، حاولنا الاتصال بمهدي لكن هاتفه كان مفصولًا على ما يبدو“، مضيفًا ”كان مهدي صبيًا هادئًا وطيبًا وشارك في التظاهرات بشكل سلمي دون أن يحمل أي سلاح، كان فقط يطالب بالحرية لإيران ولم يكن يرغب بأكثر من ذلك“.
ونقلت الصحيفة عن ممرضة في المستشفى قولها إنه ”تم إدخاله المستشفى بحالة خطرة وأنه عولج وتم أخذه من قبل الأمن هو ومرضى آخرين إلى مكان آخر“.
وبحسب منظمة العفو الدولية، قتل أكثر من 100 متظاهر خلال الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في 15 من الشهر الجاري إلا أن الصحيفة أكدت أن عدد الضحايا يمكن أن يكون أكبر بكثير نظرًا لإغلاق شبكة الإنترنت من قبل السلطات الإيرانية والتقارير التي تفيد بأن قوات الأمن تسرق جثث القتلى وتخطف الجرحى.
في السياق، قال رضا (55 عامًا) من مدينة تبريز شمال غرب إيران، ”سمعت أن القادة أعلنوا الانتصار على المتظاهرين، كيف لقادة بلد أن يعلنوا الانتصار على شعبهم ما لم يعتبروهم بالطبع أعداء، أعلم أن السلطات نجحت في تخفيف حدة الاحتجاج عن طريق استخدام القوة المفرطة، لكن أسباب الاحتجاجات لم تنته ولا أعتقد أنها ستتوقف كليًا“.
بينما نقلت الصحيفة عن برنارد هوركيد المحلل في المعهد الفرنسي للأبحاث العلمية قوله ”أعتقد أن نفوذ إيران في بعض الدول العربية وتدخلها المستمر بشؤون تلك الدول بدأ يشعل الغضب الشديد في الشارع الإيراني. والحقيقة أن هناك توازيًا بين تظاهرات الغضب ضد النفوذ الإيراني في لبنان والعراق وبين الاحتجاجات الشعبية في إيران“.
ولفتت الصحيفة إلى إعلان السلطات الإيرانية أن 12 شخصًا قتلوا في التظاهرات منذ يوم الأحد الماضي بمن فيهم بعض رجال الأمن الذين أرسلوا لقمع المتظاهرين إلى جانب اعتقال أكثر من 100 شخص زعمت السلطات أنهم من قادة الانتفاضة.