فن وثقافة
بالصور.. ندوة تكريم المخرج جلال الشرقاوي في مهرجان الاسكندريه للمسرح العربي
بسمه عبد الحكيمانطلقت منذ قليل ندوة تكريم المخرج د. جلال الشرقاوي حامل اسم الدورة الأولى من مهرجان الإسكندرية المسرحي العربي للمعاهد والكليات المتخصصة، تلك الندوة التى حملت اسم "أستاذ في عيون الأجيال".
من جانبه عبر د. مدحت الكاشف وكيل المعهد العلى للفنون المسرحية عن سعادته لإدارته تلك الندوة، وأكد أن "الشرقاوى" رائد وعلامة فارقة في تاريخ المسرح المصري، فهو مخرج متعدد الاتجاهات ولكن مع الاحتفاظ بأسلوبه الفنى، فـ "الشرقاوى" مؤسسة مسرحية وعلمية وفنية متكاملة، حيث استطاع أن يشكل نقطة فارقة في مسرح القطاع الخاص والمسرح السياسي على وجه التحديد، ولذلك فجمهور مسرحه "مسرح الفن" كان يختلف تماما عن جمهور المسرح عموما.
وأشار "الكاشف" إلى أنه حظى بصحبة جلال الشرقاوى طوال 35 عاما ما بين الدراسة بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وما بين الأعمال المسرحية التى شاركه فيها.
وعبرت د. سميرة محسن أستاذة التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية عن سعادتها لكونها إحدى طالبات جلال الشرقاوى، وذكرت موقفا حدث أثناء تدريسه لها حينما تأخرت على إحدى محاضراته خمس دقائق فقط، وذهبت إليه بملابس دورها دورها في فيلم "شئ من الخوف" بعدما تركت موقع التصوير مسرعة، ولكنه أبى أن يدخلها المحاضرة مؤكدا أنه لابد من احترام مواعيد المحاضرات.
وأضافت قائلة: "كان "الشرقاوى" بيقوم بتحفيظنا المسرحية كاملة بأدوار رجالها ونسائها حتى نتقنها ونستطيع القيام بجميع الأدوار، وبالرغم من أنه يبدو قاسيا أمام طلابه، إلا أن بداخله قيما عطوفة وإنسانية، فهو أعطى لطلابه الكثير والكثير من معلومات فنية وقيم إنسانية".
وأشارت أن علاقتها بـ "الشرقاوى" مازالت قوة جدا، كما أنها تعلمت منه احترام وقت المحاضرات والتشديد على حفظ وإتقان الأدوار والشخصيات المسرحية.
واختتمت حديثها مشيرة إلى أنه هنأها عند تعيينها معيدة بالمعهد العالى للفنون المسرحية ووثق فيها وتركها تنفذ إحدى المشروعات الخاصة به أثناء سفره.
وتحدث المخرج الشاب مازن الغرباوى رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي عن سعادته بتقديمه شهادته عن قامة وقيمة كبيرة كالفنان جلال الشرقاوى، مؤكدا أنه مهما تحدث عنه لن يستطيع أن يوفيه حقه.
وأضاف "الغرباوى" قائلا: "كنت من الطلاب المحظوظين الذين نالوا شرف التعلم على يد جلال الشرقاوى، بجانب عملى تحت يده في "مسرح الفن"، فتعلمت منه كيفية العمل تحت ضغط بنفس الكفاءة التى يتطلبها سوق العمل، كما تعلمت منه الالتزام وإتقان العمل، أيضا كنت أكثر زملائي حظا عندما شاركت معه في مسرحية "تاجر البندقية" التى كانت أول إنتاج لـ "فرقة شباب مسرح الفن"، كما منحنى دور البطولة في مسرحية "دنيا أراجوزات" التى مرت بعدة منحنيات ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها".
وأثناء كلمته عبر جلال الشرقاوى عن سعادته بهذا التكريم، قائلا: "حاسس إن كفاح الـ 50 سنة اللي فاتوا خدت تمنهم اللحظة دي"، كما وجه الشكر لمؤسس المهرجان د. أشرف زكى لهذا النجاح المشهود في أول دورة للمهرجان، الذى سيشعر بنجاحه العديد من الأجيال الشابة خلال السنوات القادمة.
وأشار "الشرقاوى" إلى أنه تعلم الالتزام والنظام، وكان هذا أساس عمله في الفن طوال حياته، كما انتهز الفرصة لقول ملاحظتين عما حدث أثناء حفل افتتاح المهرجان، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يتخلى عن دور المعلم، فأكد قائلا: "سمعت كثيرا مقولة "الفن قوى الناعمة" وهذا صحيح فالفن توأم للأمن ويستطيعان معا للقضاء على الإرهاب، ولكننى اعترض على وصف الفن بكلمة "الناعمة" لأن بها نوعا من وبقترح أن نسميه بـ "القوى الخلاقة" وأتمنى أن نستخدمه خلال السنوات المقبلة".
وأضاف "الشرقاوى" أن ملاحظته الثانية كانت على الفيلم القصير الذى عرض أثناء الحفل الافتتاحي حينما تحدث الفنان محمد صبحي والناقد د. حسن عطية عن الموهبة، قائلا: "أنا أرى أن كلمة "الموهبة" غامضة وبلاغية، ولكن المصطلح الحقيقي لابد أن يكون القوة الداخلية للممثل، الذى إذا لم يتم تنميتها ستموت".
قدم الندوة أستاذ الدراما والنقد محمد رفعت، وأدارها د. مدحت الكاشف، ويحاوره على المنصة الفنانة د. سميرة محسن والمخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي.
الجدير بالذكر أن مهرجان الإسكندرية المسرحى العربي للمعاهد والكليات المتخصصة يقام تحت رعاية د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وبدعم من الهيئة العربية للمسرح، وأسسه د. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون، ويرأس تلك الدورة د. علاء عبد العزيز سليمان.