هاجم مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف، الدعوات التى أطلقها السياسى الهولندى خيرت فيلدرز، بتنظيم مسابقة لتصميم رسوم كاريكاتيرية لنبى الإسلام محمد ﷺ، بزعم أن ذلك انتصار لحرية التعبير عن الرأي المكفولة للجميع، ورغم تراجع البرلماني الهولندى عن تنظيم المسابقة، فإن المرصد حذر من تلك الدعوات المسيئة التى تُنافى ما دعت إليه الشرائع السماوية، وما نصَّت عليه الأعراف والمواثيق الدولية من احترام مقدسات الآخرين، مؤكدًا أن الإساءة للأديان لا تندرج ضمن حرية التعبير المكفولة بضوابط وقيود، وإنما تعد تطاولًا يستوجب العقاب والمساءلة.

ويشدد المرصد على أن تلك الدعوات غير المسئولة التى تمس شخص سيد البشرية محمد ﷺ أو أحد من الأنبياء والمرسلين، من شأنها إثارة نحو ثلث سكان الأرض ممن يدينون بالإسلام، ونسف مبادئ السلم والأمن بين أتباع الديانات، مشيرا إلى أن تلك الممارسات تعمل على تأجيج مشاعر الكراهية وتقويض الجهود التى يبذلها قادة السلام في العالم.

وكان مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، قد استنكر بشدة دعوة البرلمانى الهولندى المتطرف خيرت فيلدرز، والمعروف بمواقفه المناهضة للإسلام والمسلمين، لعقد مسابقة دولية لرسومات كاريكاتيرية عن النبى محمد "صلى الله عليه وسلم"، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل استفزازًا كبيرًا لمشاعر المسلمين في هولندا وخارجها، وتشعل فتيل الاضطرابات والصدامات وتغذى مشاعر الكراهية والتمييز، كما تصب في صالح الجماعات المتطرفة والتيارات الإرهابية.

وأعاد النائب الهولندى المناهض للإسلام خيرت فيلدرز طرح خطته لإقامة مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية التى تصور النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، ونشر فيلدرز على "تويتر" صورة كتب عليها "محمد"، ودعا الجميع لإرسال رسومهم الكاريكاتيرية بهذا الشأن، قائلًا: "يجب أن تسود حرية التعبير على العنف والفتاوى الإسلامية".

وأكد مرصد الإسلاموفوبيا أن احترام المقدسات الدينية بشكل عام لا يمثل انتهاكًا لحرية الرأي والتعبير، بل إن احترام تلك المقدسات والرموز الدينية أحد أهم حقوق الأمم والشعوب، ومن واجب الحكومات والنظم في مختلف بقاع العالم الحرص على أن تظل تلك المقدسات بعيدة عن الانتهاكات أو التشويه المتعمد.