تقارير وتحقيقات
130.6 مليون يورو للانتقالات الشتوية بـ ”الدوري الاسباني”
وكالاتتم إغلاق فترة الانتقالات الشتوية في إسبانيا مساء الجمعة الماضي، والتي شهدت وصول عدد من اللاعبين الجُدد المتألقين، مما يوضح من جديد طابع القوة وروح التنافس بين جميع نوادي لاليجا.
كانت أغلى صفقةٍ شهدتها فترة الانتقالات الشتوية في لاليجا هي صفقة تعاقد ريـال مدريد الذي دفع 30 مليون يورو لضمّ النجم الشاب راينير خيسوس من النادي البرازيلي فلامينغو. وهناك صفقة مالية كبرى تمثلت في دفع نادي فياريـال مبلغ قياسيّ في تاريخه وصل إلى 25 مليون يورو لنادي بروسيا دورتموند للاستفادة من خدمات المهاجم الإسباني الدولي باكو ألكاسير، كما دفع فريق إشبيلية الشرط الجزائي البالغ 20 مليون يورو لشراء المهاجم السابق لفريق ليغانيس يوسف النصيري، ودفع فريق إسبانيول أيضا مبلغا قياسيا في تاريخه وصل إلى 20 مليون يورو للتعاقد مع المهاجم راوول دي توماس من نادي بينيفيكا.
وأنفقت نوادي لاليجا ما مجموعه 130،6 مليون يورو، في حين استفادت من مبلغ 89،90 مليون يورو من صفقات بيع اللاعبين، حيث عرفت جميع نواديها العشرين تغيّرات في صفوفها خلال هذه الفترة الشتوية. وتعتبر قدرة النوادي الموجودة في أعلى وأسفل جدول الترتيب على القيام بمثل هذه الاستثمارات دليلا إضافيا على القوة والتنافسية التي تميّز كرة القدم الإسبانية حاليا، والتي استفادت بشكلٍ كبيرٍ من توزيعٍ أكثر عدلًا لمداخيل التلفزيون وقواعد الرقابة المالية الصارمة التي طبقتها الهيئة المسئولة عن إدارة لاليجا.
كان ريـال إسبانيول النادي الأكثر إنفاقًا في فترة الانتقالات بإسبانيا، فقد أنفق بشكل إجمالي أكثر من 40 مليون يورو لتفادي الهبوط إلى لاليجا سمارت بانك، حيث ضم لصفوفه المدافع الأوسط لياندرو كابريرا وحارس المرمى أويير أولازابال والجناح أدريان إمباربا.
وتعاقد من جديد أتلتيكو مدريد بشكلٍ مثير في آخر يوم للانتقالات الشتوية مع المهاجم البلجيكي يانيك كاراسكو بموجب عقد إعارةٍ من النادي الصيني داليان ييفانغ. وفي أوائل أيام افتتاح هذه الفترة من الانتقالات، سمح ريـال مدريد للظهير الأيمن ألفارو أودريوزولا بالالتحاق بنادي بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة، في الوقت الذي انضمّ فيه بعضٌ من شباب برشلونة لفرقٍ أخرى بحثا عن فرصٍ للعب، حيث انتقل كارلس بيريز لنادي روما الإيطالي، وانضم جون كلير توديبو لنادي شالكة 04، بينما التحق كارلس ألينيا بنادي ريـال بيتيس.
من جهة أخرى، كان نادي ألافيس أكثر نوادي لاليجا تعاقدًا خلال هذه الفترة من ناحية عدد اللاعبين، حيث ضم لصفوفه بعقود إعارةٍ خمسة لاعبين هم روبيرتو وإسماعيل وليوبومير فيسا وفيكتور كاماراسا وإدغار مينديز. أما فريق ليغانيس، فقد كان أكثر النوادي انشغالا في الفترة المذكورة بفعل مغادرة سبعة لاعبين وضمّ أربعة آخرين لفريق جنوب مدريد، بمن فيهم جناح إشبيلية الشاب المتألق بريان جيل ومهاجم ليغانيس السابق غيريرو.
وعلى عكس ذلك، لم يعرف فريق أتلتيك بيلباو الكثير من التغيّرات نظرًا لفلسفته في التعاقد فقط مع اللاعبين الباسكيين، وعرف ملعب سان ماميس فقط مغادرة الظهير الأيسر كريستيان غانيا الذي سيلعب مع الفريق الروماني فيتورول بعقد إعارة. كما عرفت فترة الانتقالات الأخيرة أحداثا مهمة أخرى مثل تعاقد فريق أوساسونا مع المهاجم إنريك غاييغو على سبيل الإعارة من خيتافي، وجلب نادي سيلتا للمهاجم الروسي فيدور سمولوف، وتعاقد ريـال بيتيس مع وسط الميدان الأرجنتيني الدولي غيدو رودريغيز. ووصل لنوادي لاليجا 71 لاعب جديد بشكل إجمالي، في حين غادر البطولة الإسبانية 77 لاعب للبحث عن تحدي جديد سواءً في إسبانيا أو في خارجها.
تُعدّ قدرة لاليجا على التحسّن المستمر عاملًا أضفى عليها لحد الآن تنافسية كبيرة في موسم 2019/20، حيث كان فريق غرناطة الصاعد مؤخرًا يتصدر جدول الترتيب في فترة الخريف، وحدثت مفاجآت كبيرة على صعيد النتائج مثل هزيمة ريـال مايوركا لريـال مدريد وخسارة حامل اللقب حاليا برشلونة أمام ليفانتي، في الوقت الذي يحتل فيه خيتافي الآن المرتبة الثالثة في جدول الترتيب.
الأوضاع المالية الأفضل التي تعيشها النوادي التي تُصنّف عادة بأنها "صغيرة" تعني أن هذه الأخيرة تستطيع استقطاب لاعبين دوليين بارزين يقدمون أداءً عاليا، وخير دليلٍ على ذلك ما عرفه شهر يناير من صفقاتٍ مثيرةٍ منها تعاقد اللاعب الفرنسي الدولي حاتم بن عرفة مع بلد الوليد، وانضمام الظهير الأيمن الإيطالي وعميد فريق روما أليساندرو فلورينزي لصفوف فالنسيا، وانتقال النجم الإسباني سوسو من إيه سي ميلان لنادي إشبيلية، بالإضافة لتعاقد فياريـال مع المهاجم الخطير باكو ألكاسير القادم من بروسيا دورتموند. وجميعهم لاعبون كبار جاؤوا إلى إسبانيا من نوادي البطولات الخمس الأوروبية الكبرى.
كما يعني هذا الانشغال الكبير خلال فترة الانتقالات الشتوية أن أنصار لاليجا سيعيشون الكثير من الأحداث الدرامية والمثيرة خلال ما تبقى من موسم البطولة. لمعرفة من قد يشكّلون نجوم المفاجآت خلال النصف الثاني من الموسم. ويبدو أن ألكاسير لم يضيّع الكثير من الوقت، فقد سجّل هدفًا في بدايته مع فياريـال، في حين سجّل راؤول دي توماس هدفًا في كلّ من مبارياته الثلاثة الأولى مع إسبانيول... إننا بدأنا نعيش فعلا تشويق النصف الثاني من الموسم!