تقارير وتحقيقات
مقص ولصق وجنيهان .. مدرسة الشهيد ”الطحاوي” تتحدى المهرجانات الهابطة
أماني عيسيبجنيهان فقط.. بدأت مسيرة مدرسة الشهيد العميد أحمد سيد الطحاوي الثانوية للبنات رحلتها نحو بيئة أكثر أمانا ونظافة فضلا عن عملية إعادة التدوير المخلفات ، لتصبح إحدي المدارس الرائدة الصديقة للبيئة بالإسكندرية، بعد مجهود ومشوار طويل لتعليم الفتيات بسن المراهقة كيفية الحفاظ على البيئة وإعادة تدوير الأشياء من جديد لإستخدامها في أي شئ مفيد.
مقص ولصق وكرتون بأدوات بسيطة إستخدمتها الفتيات بعمر الزهور لإعادة عملية التدوير للأشياء التي لا جدوى منها، فمن ورق الكرتون نجحت الطالبات في صناعة ديكورات للمدرسة وتزيينها من جديد،وذلك دون أن تتحمل المدرسة تكلفة مبالغ فيها على غرار المدارس الخاصة.
وقالت هالة سري، مدرسة فلسفة، وصاحبة بدأ المبادرة، لـ" البوابة المصرية" إن التعامل مع الفتيات بهذا السن هو أمر شاق وصعب،ولكن دورنا كمعملين هو تأهيلهم وتعليمهم لإنهم أمهات المستقبل في ظل ما نعانيه من إنهدام للقيم بسبب الأفلام والأغاني غير اللائقة،التي ظهرت علي الساحة مؤخرا وتسمى بالمهرجانات.
وتواصل" سري" بدأت في الفكرة بمعاونة صديقتي بذات المدرسة المعلمة سماح أحمد من أجل أن نوصل رسالة للفتيات بأهمية الحفاظ على البيئة وأيضا مسألة إعادة التدوير، حتى تتعلم الطالبات من كيفية الإستفادة بالأشياء بطريقة بسيطة وسهلة وبما ينفعهم أيضا بالمستقبل.
وأضافت "سري" أن بعد عرض الفكرة على مديرة المدرسة عزة على وافقت على الفور مؤكدة على رغبتها بتعميم الفكرة على الطالبات وتحفيزهم أيضا على المشاركة،وكذلك منحهم جوائز وتكريمهم أمام الطالبات الأخريات لتحفيز الأخرين على المشاركة.
وقالت سامح أحمد، معلمة، قمنا بوضع صناديق بأماكن متفرقة لتوزيع المخلفات زجاج وبلاستيك وورق، بحيث نشجع الطلاب أن المخلفات تتحول لأشياء نافعة كنوع من التشجيع ، مشيرة إلي أن إعادة المخلفات ستساهم في صنع أماكن جلوس للطلبة والأدوات المدرسية، وكذلك سيتم صنع أدوات مدرسية ليتم توزيعها على غير القادرين ودور الأيتام.
وطالبت بالمساندة والدعم عن طريق قيام الأشخاص المهتمين بالأمر بإرسال الزجاجات البلاستيكية أو الكرتون أو المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها، تمهيدا لتعميم التجربة بالمدارس وعلى مستوى المحافظة.
أما أبطال العمل الطالبات شروق وإسراء ودينا فقد أخذن على عاتقهن أن يكونوا أول المبادرات في أن تكون مدرستهم صديقة للبيئة ،وبما يساهم أيضا بمسألة إعادة عملية التدوير مجددا.
وتقول " شروق" أن الأمر بدأ بشئ بسيط للغاية وبثمن قليل جدا وهي جنيهان فقط ثمن عبوة عصير أو كيس واحد من الشيبسي بالإضافة إلي الكرتون الذي لا يتعدى ثمنه جنيه،لنقوم بإستخدامهم مجددا عن طريق أدوات بسيطة مثل المقص واللزق ثم يتم تصنيعهم بطريقة مبتكرة.
وتواصل صديقتها دينا الحديث مؤكدة أن إدارة المدرسة دائما ما تقوم بمعاونة الطالبات بأي شئ ما يكون في صالحهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين بالمستقبل، وليست مبادرة أن تكون المدرسة صديقة للبيئة هى الأولى، فدائما ما تخرج المدرسة مننا طاقات إبداعية لتفريغ طاقتنا بالإيجاب وليس سلبا.
ومن جانبها أكدت عزة علي، مديرة مدرسة الشهيد العميد أحمد سيد الطحاوي،أن طالبات المدرسة أمانة في أعناق المعلمين،وعندما عرضت الفكرة في إجتماع للمعلمين وافقت على الفور لإن مسألة الإهتمام بالبيئة أمر مهم للغاية بما ينبثق منها من حيث مسألة إعادة التدوير.
وأضافت" علي" دائما نقوم بعمل دورات وورش تدريبية لتوعية الطالبات ومنها ندوة أقيمت مؤخرا حول التوعية بفيروس كورونا وأهمية النظافة الشخصية للطالبات، وكذلك أهمية أسس الإستذكار الفعال وحثهم على الفهم وليس الحفظ والتلقين.
وقالت إن الأنشطة الفنية أيضا لم ننساها بجانب العملية التعليمية ولكن نقوم بتدريب الفتيات على الأنشطة الهادفة،وذلك مثل المسرحيات التي تهدف لتوصيل رسالة هامة ومفيدة للطالبات،كما أتاحنا للطالبات إمكانية إرسال أو شكاوى أو مقترحات لإدارة المدرسة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي ومن خلال الإخصائية الإجتماعية.