مقالات
المياه أزمة وطن
محمد عارفمازال الشعب المصري يعيش مسلسل اهدار المياه دون جدوي في ري الحدائق وغسيل السيارات ورش الشوارع، يضاف الي ذلك تهالك شبكات نقل المياه من محطات التنقية الي المنازل ،بالرغم من التحديات التي تواجهها مصر من نقص في مواردها المائية.
فشركة مياه الشرب توكد إن محطاتها تنتج يوميا 25مليون متر مكعب يوميا باجمالي 9.1مليار متر مكعب سنويا، وهو ما يعني أن متوسط نصيب الفرد 275 لتر يوميا، مقابل 120لتر فقط في الدول المتقدمة،مما يؤكد اهدار المواطن المصري لأهم مورد للحياه.
ولا يمكن مواجهة ذلك الهدر الا بتطوير انواعاً من محطات المعالجة الصغيرة التي يمكن تركيبها داخل المنازل لاعادة تدوير المياه المستخدمة فيها داخلياً بحيث يستطيع صاحب المنزل استخدام الماء اكثر من مرة في بيته خصوصا في مجال ري الحدائق وتنظيف دورات المياه وفي خزانات الطرد (السيفون).
وعلي الرغم من ، تبني وزارة الموارد المائية والري برنامجا قوميا لتغيير ثقافة المواطن تجاه المياه من الوفرة التي كانت تتمتع بها مصر في الماضي الي ترشيد كل نقطة مياه أن اجمالي احتياجات مصر من المياه 114 مليار متر مكعب، فيما لا تتعدي مواردها 80 مليار متر، موزعة بمعدل55.5 مليار متر من مياه النيل طبقا لاتفاقية عام 1959 مع السودان ، و4.5 مليار من المياه الجوفية ومياه السيول ، اضافة الي اعادة استخدام 20 مليار مترمكعب من مياه الصرف الزراعي.
وهو ما يعني ان حجم العجز وصل الي و 34 مليار متر مكعب،يتم سدادها اعتمادا علي استيراد نحو 50% من احتياجاتنا الغذائية، موضحا ان العالم أصبح يتعامل مع البصمة المائية التي تشير الي كمية المياه التي يستخدمها الانسان بشكل مباشر او غير مباشر ، لافتا الي استهلاك الملابس الي كميات كبيرة من المياه لانتاج الجلود او الياف القطن والكتان وغيرها.
أالأمر الذي يستلزم استصدار قانون جديد يقضي بمعاقبة كل من يقوم باي عمل يؤدي الي تلوث المياه الجوفية، أو التعدي علي مخرات السيول، أو استخدام المياه بدون فائده مباشره مثل رش الشوارع او الحدائق العامة او الاسراف في غسيل السيارات او غيرها، بغرامه مالية او الحبس او احدي هاتين العقوبتين.
وقيام وزارة التعليم بتغيير المناهج الدراسية لتتضمن نشر ثقافة ترشيد المياه بين طلابها ، بالتوازي مع حملات التوعية التي ستطلقها وزارة الشباب داخل معسكرات الشباب بالاندية والساحات الشعبية،مؤكدا أن القانون وحدة لا يصنع ارادة شعب وانما لابد من التوعية بخطورة ازمة المياه التي نعيشها كي نستطيع مواجهتها حفاظا علي مواردنا من الضياع