مقالات
الطلاق .. الخلع .. سر انهيار الأسرة المصرية
محمد عبد المنصفالطلاق والخلع أزمتان تضربان المجتمع المصري في العمق، وتهددان أمنة وسلامته ، فبحسب تقارير محكمة الأسرة فان معدلات الطلاق بلغت 10 حالات في الساعة، بما يعني وجود أكثر من 250 الف حالة طلاق في العام، بخلاف حالات الخلع، وحالات الأسر المسيحية التي لا تسمح الكنيسة فيها بالطلاق.
أضف اليها عدد مماثل أو يزيد من الأسر المنهارة، داخليا يعيش فيها الزوجان تحت سقف واحد وكل منهم كاره للآخر ولكنهما لا يستطيعان اتخاذ اوتنفيذ قرار الطلاق لسبب أو لآخر.
انها حقا كارثة مجتمعية المسؤول الأول عنها عدم تاهيل الشاب والفتاة قبل الزواج علي فن العلاقة الاجتماعية فيما بينهما، التي أرساها القرآن الكريم بقوله تعالي "ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة "، وهو ما افتقدناه في حياتنا المعاصرة.
فالرجل يعتقد أن رجولته فوق كل اعتبار، والمرأة تنظر للرجل علي أنها ند له في العمل واكتساب الرزق وربما تفوقت عليه في الدرجة الوظيفية، ما جعل أغلب النساء يعتقدن أنه لا معني لتبعية المراة للزوج، وكأننا في حلبة مصارعة .
ساعد علي تفاقم المشكلة الانفتاح علي العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أدمنها شبابنا، أكثر من اطلاعهم علي القران وعلوم السنة ، فهم يقضون أوقاتا مع هذه المواقع تعادل عشرات المرات تلك التي يقضونها في تعلم أصول الدين الذي يدينون به.
حتي اصبحت تلك المواقع المستشار الدائم للشاب والفتاة، في ظل انشغال الام بالعمل وتراجع دورها في تربية النشئ، وتلاشي الدور التربوي للمدرسة، وتحول اسلوب التعليم من الفهم والحوار بين الأساتذة والطلاب الي التلقين الصامت ، لتخريج جيل اقرب ما يكون للإنسان الآلي منه للإنسان الآدمي .
اننا حقا نعيش مرحلة متقدمة من حروب الجيل الرابع، التي تقوم علي تدمير الانسان ثقافيا وقتل ثقته في نفسه وتحويله من عنصر فاعل الي عنصر سلبي ان لم يكن مدمر لمجتمعه فكيف لهذا المجتمع المتصدع، ان يخرج منه ابناء يحافظون عليه من الانهيار، مستعدون للتضحية ح من اجله مثلما يفعل ابطالنا في سيناء الذين يستشهدون كل يوم حفاظا علي وحدة واستقلال تراب الوطن.
ولا يختلف اثنان علي أن الأسر المنهارة هي البيئة الحاضنة لتخريج عناصر الجماعات الإرهابية ، ومتعاطي المخدرات، الاخطر من ذلك انهيار الاخلاق، وفقدان الصدق والامانة في التعاملات اليومية حتي اصبح مالوفا ان نكتشف فجأة طبيبا يتاجر في الاعضاء البشرية واخر يجري عمليات بدون مبرر للحصول علي المال .
نحن اذن امام كارثة مجتمعية تتطلب استنفار كل القوي الوطنية لاتخاذ قرارت صارمة لمواجهة الازمة وفي مقدمتها وقف مواقع التواصل الاجتماعي، وغلق القنوات التليفزيونية الموجهة ، وتنظيم برامج دينية قوية لتوعية الشباب باهمية الحفاظ علي الكيان الاسري من الانهيار.