المرأة والصحة
علاقه الحاله النفسيه ومريض السكر
غاده منصورمع انتشار مرض السكري في الاونه الاخيره في مختلف المراحل العمرية يجب الحفاظ علي الحاله النفسيه لمريض السكر واتباع نظام غذائي وتناول الادويه للحفاظ علي مستوي السكر في الدم حتي لا يصاب المريض بما يسمي اكتئاب السكري.
ويُعتبر الاكتئاب مرضا خطيرا ونادرا، لكنه من أكثر الأمراض النفسية شيوعا ، حيث يشكل ما نسبته 50% منها.
ويتميزُ الاكتئاب بوجود اضطرابات في مزاج وسلوك وفاعلية المريض، تشتمل على: الشعور بالحزن واللامبالاة والفتور والنزق وعدم الاستقرار العاطفي والشعور بالإثم، علاوة على اضطرابات النوم والشهية والتركيز ونقص الوزن والتفكير بالانتحار.
قد يكون الاكتئاب مرضا مستقلا بحدِّ ذاته، وقد يكون ناتجا عن ومرافقا لأمراض عضوية مزمنة، مثل أمراض القلب والتصلب اللويحي والسرطان وداء السكري الخ.
يُعاني نحو 20% إلى 30% من مرضى داء السكري من الاكتئاب، وتزداد هذه النسبة عند وجود مضاعفات لداء السكري عند المريض، ويحدث عند النساء أكثر من الرجال.
وجدير بالذكر أن المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض لمريض داء السكري، يزيد من نسبة حدوث الاكتئاب عنده.
ومن ناحية ثانية، تزداد نسبة حدوث السكري عند مرضى الاكتئاب، حيث أظهرت الكثير من الدراسات، زيادة المقاومة لهرمون الإنسولين عند مرضى الاكتئاب ، سواء أكانوا سكريين أم لا.
ولربما يعود ذلك إلى زيادة الكورتيزول عند مرضى الاكتئاب، والذي يعتبر بدوره هرمونا رافعاً لسكر الدم، ويزيد من المقاومة للإنسولين.
إذاً: يزيد الاكتئاب من خطر حدوث السكري، ويزيد السكري من خطر حدوث الاكتئاب (حلقة معيبة).
وينبغي التفريق بين الاكتئاب والأسى الذي يعاني منه معظم مرضى السكري في بدايات تشخيص مرضهم، حيث أن أعراض الأسى، التي تشبه أعراض الاكتئاب، لا تستمر لأكثر من أسبوعين.
يؤثر الاكتئاب على عملية إذعان المريض لخطة العلاج الدوائية والتزامه بها، ويؤدي إلى نقص الفاعلية الفيزيائية وعدم الالتزام بالنظام الغذائي، وبالتالي إلى عدم الضبط الجيد لداء السكري.
هذه التأثيرات الخطيرة للاكتئاب على خطة معالجة وتدبير داء السكري تزيد من تطور مضاعفات السكري، والتي يؤدي حدوثها إلى زيادة شدة الاكتئاب.
وينبغي على اختصاصيي داء السكري، ألا يعزوا الاكتئاب إلى داء السكري فقط، بل ينبغي عليهم التفكير بوجود الاكتئاب كمرض مستقل إضافي لداء السكري.
كما ينبغي على الطبيب طلب استشارة نفسية لكل مريض تنطبق عليه معايير تشخيص الاكتئاب، ليتم تقييمه من قبل الطبيب المختص بالأمراض النفسية، لأن تلك المقاربة ستساهم في تحسين التزام المريض بخطة المعالجة السكرية والحصول على الضبط الجيد، علاوة على تحسين ذلك الضبط لحالة الاكتئاب عند المريض في الوقت نفسه.
وليس من السهل على مريض السكري تقبل فكرة أنه مريض نفسي أيضا، وبالتالي فإن على الطبيب أن:
1- يطمئن المريض إلى أن الاكتئاب مرض شائع، وهو يصيب نسبة كبيرة من البشر من غير السكريين أيضا.
2- يبيّن للمريض أن معالجة الاكتئاب، سواء أكانت دوائية أم سلوكية، سوف تحسن من ضبط داء السكري.
3- يبين للمريض أن ضبط داء السكري بحد ذاته سينعكس إيجابا على معالجة حالة الاكتئاب.
4- وأخيرا، ينبغي أن يكون التعاون ما بين اختصاصي الغدد الصم والسكري واختصاصي الأمراض النفسية وثيقا في معالجة كلا المرضين، وأن يتم تعديل خطة العلاج بين الفينة والأخرى اعتمادا على درجة تحسن الاكتئاب أو عدمه.