العالم
من إيجابيات كورونا.. انتشاره وقاية للبشر من أمراض أخرى في المستقبل
آية محمدأصبحت الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هي الخوف الأول للملايين من شعوب العالم، ولكن يعد لانتشاره حول العالم كجائحة الكثير من الفوائد التي سيتمتع بها الأجيال القادمة وهذا على غير المتوقع.
نفذت العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم العديد من استراتيجيات الحماية والوقاية خوفا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ولأجل إبطاء انتشاره، كالتباعد الاجتماعي، وإغلاق المدارس، غلق المطاعم والمقاهي وكل التجمعات، فضلا عن اتباع قواعد النظافة العامة.
ووفقا لمجلة ساينس أليرت العلمية فقد نشرت دراسة قام بها باحثين من اليابان يتضح فيها تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد حاليا على معدلات الإصابة بالإنفلونزا بشكل أقل كل عام، وهذا لعدة أسباب:
عادات النظافة
دفع انتشار المرض كوباء إلى حرص الجميع للحفاظ على عادات النظافة وغسل اليدين المستمر مع تعقيمها بشكل صحيح، كذلك التباعد الاجتماعي وعدم التحية بلمس اليدين أو تبادل القبلات، وهذه التدابير البسيطة من شأنها المساعدة في الحد من انتشار أمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا الموسمية.
مرض الإنفلونزا وغيره من أمراض الجهاز التنفسي تنتقل من خلال السوائل من الأنف أو الفم، وبمرور الوقت والحرص على غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون سيعمل على التخلص من اي فيوسات قد تكون عالقة باليدين أو الأسطح الملوثة، وكانت قد أوضحت دراسة صادمة قبل فيروس كورونا أن 32% فقط من الرجال و 64% من النساء يغسلون أيديهم بعد استخدام المراحيض العامة.
غلق المدارس
الأطفال هم أكثر فئة تسهل من انتشار الأمراض المعدية خاصة بسبب انخفاض مناعتهم بشكل نسبي، وذلك يحدث لعوامل غير معروفة وأحيانا أخرى لأسباب معروفة وأكثر فئة تتأثر بالعدوى هم كبار السن والذين قد يكونوا مصابين بأمراض مزمنة مثل امراض القلب والسكري والضغط، وم المتوقع أنه حال اتجاه المدارس لنظام التعليم عن بعد فإن هذا سيؤثر على تقليل نسب إصابة الأطفال بأمراض معدية.
التباعد الاجتماعي
ويعد العامل الرئيسي الآخر الذي يؤثر على انتقال الإنفلونزا هو تقارب الأشخاص والذي قد يكون أحدهم مصابا بمرض معدي، وأظهرت إحدى الدراسات أن الشخص المصاب بالإنفلونزا يمكنه نشر سوائل بها المرض سواء من خلال العطس أو السعال والتي تصل إلى مسافة 1.8 متر وكذلك من خلال الهواء خلال الحديث.
دعت السلطات حول العالم إلى تطبيق التباعد الإجتماعي، ولم ينصح إلا بالسفر للأمور الهامة فقط، وكذلك اعتمدت معظم المكاتب والشركات على العمل عن بعد، ويمكن لهذه الإرشادات أن تقلل من انتقال الأمراض على نطاق واسع، وقد تحد أيضا من انتقال الإنفلونزا وأمراض الالتهاب الرئوي.
ماذا تقول الأرقام ؟
أبلغت اليابان في الأسبوع الثاني من شهر فبراير 2020، عن انخفاض الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 60% مقارنة بالأسبوع نفسه في عام 2019، وكذلك وفقا لتقارير أسبوعية من الصحة العامة في إنجلترا فهي تشير أيضا إلى انخفاض نشاط الإنفلونزا خلال نفس الفترة مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعني أن النجاة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تعني أيضا الحفاظ على صحة الشخص من الإصابة بأي أمراض معدية أخرى.