تصاعدت حدة التوتر في شرق المتوسط، منذ أعلنت مصر واليونان عن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بينهما الخميس الماضي 6 أغسطس 2020، والتي رفضتها تركيا، وردا على موقف أنقرة قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، فور عودته إلى أثينا صباح الجمعة 7 أغسطس، "لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لاتفاق قانوني، اتفاق يساهم في الاستقرار الإقليمي ويمكن أن يكون بمثابة نموذج للآخرين، أن يحفز ردود الفعل هذه، معربًا عن الاعتقاد بأن اعتراضات تركيا كانت نتيجة مفاجأة".
والسبت الماضي 8 أغسطس، أعلن الجيش اليوناني رفع حالة التأهب القصوى، ردا على إعلان تركيا إجراء تدريبات عسكرية، في منطقة بين جزيرتي رودس وكاستيلوريزو شرق المتوسط، وأشار موقع "آرمي فويس" اليوناني أول أمس الأحد، إلى أن قيادة الجيش اليوناني ألغت الإجازات واستدعت العسكريين المجازين، من جميع الوحدات.
وأجرى الجيش اليوناني التعبئة بطريقة سريعة وواسعة في عدد من المانطق، من بينها مقاطعة إفروس القريبة من الحدود البرية مع تركيا، حيث تسلمت القوات اليونانية الحدودية الأسلحة بالذخيرة القتالية، في الوقت الذي انتشرت فيه سفن وغواصات تابعة للبحرية اليونانية في المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية في بحر إيجه، إضافة إلى إصدار تنبيه للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم.
على الجانب الآخر ذكر الموقع اليوناني، أن البحرية التركية استنفرت، بنشر عشرات السفن في المياه الدولية والتركية بين الجزيرتين اليونانيتين المذكورتين.
وذكرت صحيفة كاثيميريني اليونانية، أمس الاثنين أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أجرى مباحثات هاتفية مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، مؤكدا أن أنشطة تركيا تقوض استقرار الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو، في إشارة إلى إقليم شرق المتوسط.
وأشار رئيس الوراء اليوناني، إلى أن حياد الناتو بشأن التوتر بين أثينا وأنقرة، يأتي بنتائج عكسية وغير مقبولة.
في أعقاب ذلك أصدرت وزارة الخارجية اليونانية، بيان لها أمس الاثنين، قالت فيه "لن تقبل اليونان بالابتزاز، وستدافع عن حقوقها السيادية"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وعقد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، اليوم الثلاثاء، اجتماعا مع السفير الأمريكي بأثينا جيفري بيات، ناقش خلاله، التوترات الحالية في شرق البحر المتوسط بعد أن أرسلت تركيا سفينة مسح إلى منطقة داخل الجرف القاري اليوناني.
وقال ديندياس على حسابه الرسمي بموقع تويتر إن المسؤولين ناقشا "الأنشطة التركية غير القانونية" في المنطقة.
ودعت اليونان اليوم إلى عقد اجتماع أوروبي عاجل على وقع العمليات التركية شرقي المتوسط، وأعلنت بروكسل، عن تضامنها الكامل مع قبرص واليونان في ظل التوتر مع تركيا، وفقا لما أورته فضائية "سكاي نيوز عربية".