بوكو حرام : والاختلاط الديني والتدخل السياسي في شمال أفريقيا

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
على خُطى ممشى أهل مصر...محافظ القليوبية يُدشن المرحلة الرابعة (د) من ممشى نهر النيل بمدينة بنها انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان "استدامة وترشيد الطاقة" بمدينة الإسماعيلية محافظ البحيرة ومدير إدارة التراخيص بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة يلتقيان بعدد من أعضاء مجلس النواب إنطلاق فاعليات أكبر مؤتمر ومعرض أسوان توشكي الزراعي بأسوان محافظ الإسكندرية يوجه بتنفيذ حملات مُكبرة لإزالة التعديات وإيقاف أعمال البناء المخالف بأحياء الثغر الزراعة: حملات مكثفة لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع لحماية الثروة الحيوانية محافظ الغربية ووكيل الأزهر يفتتحان معهد محلة زياد الأزهري للفتيات وسط فرحة عارمة من أهالي القرية من وسط النيران ...محافظ الغربية يتابع لحظة بلحظة جهود السيطرة على حريق بمصنع للغزل والنسيج بالراهبين   انتخاب مصر رئيسا للمكتب التنفيذى للمجلس الوزارى العربى للمياه لعامى ٢٠٢٤ و ٢٠٢٥ محافظ الغربية يستقبل وكيل الأزهر الشريف في مستهل زيارته لعروس الدلتا محافظ الإسكندرية : زارعة عدد (72050) شجرة بنسبة إنجاز 99.2% منذ بدء المرحلة الثانية من تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة بحوث الصحراء ينظم قافلة بيطرية لتحسين صحة الثروة الحيوانية في مدينة رأس سدر بجنوب سيناء

العالم

بوكو حرام : والاختلاط الديني والتدخل السياسي في شمال أفريقيا

جماعة بوكوحرام
جماعة بوكوحرام
تواجه الدولة النيجيرية معضلة تاريخية في التعامل مع تراثٍ إسلامي عميق الجذور في الشمال؛ وممالك باذخة الأثر النفسي لدى مواطنيه، تتمثل بإمبراطورية برنو (1380 – 1893)
أنتج التاريخ بأمجاده وانكساراته، ثم الفشل في تنمية الشمال، والعبث بالتركيبة الإسلامية الداخلية، عبر استيراد تيارات إسلامية وافدة لتعزيز هوية دينية سياسية جديدة؛ ذهنية إسلامية نافرة من فكرة الدولة في الشمال، الذي قدم هويته الدينية على هويته الإثنية فعرف نفسه بانتمائه إلى الإسلام، أما الجنوب فعرف نفسه مسيحياً, حتى غدت الذهنية المسلمة تعادي نمط التعليم باعتباره غربيًا غريبًا.
نشطت السلفية في نيجيريا، ومعها الإخوان المسلمون، منذ سبعينيات القرن المنصرم، كما سيظهر في الدراسة تباعاً، وصار للشيعة وجود بعد أن نجح الخميني في ثورته عام 1979 وتأثر الطلاب بها. وحدث تمرد «مروة» في 1995 وهو سياسي ديني، يشكو الفقر والتهميش ويعتمد على الأصول الكاميرونية. ولكن الانطلاقة الحقيقية للجماعات كانت بالتوافق بينها وبين بعض السياسيين، حين أُعلن خيار تطبيق الشريعة، فاستطاع حكام الولايات كسب تأييد الجماهير عبر هذه الجماعات، التي أصبحت تظن أن لها سلطة على الحكّام، وسرعان ما حدث الخلاف بينهما، فنتج عن ذلك وجود صراع اتجه نحو التشدد أكثر فأكثر، تكرر الأمر ذاته مع محمد يوسف الذي انتقد «جماعة إزالة البدعة وإقامة السُنّة» لأنها دعمت مرشحًا مسلمًا في الانتخابات فشاركت بذلك في إثم «الديمقراطية» الغربية، حسب رؤيته. عبّر عن هذا الرفض بالهجرة وبناء مجتمعات منعزلة؛ لأن المجتمع العام كافر -حسب تصوره، وهنا اتسع نطاق التكفير مجددًا ليُربط بنطاق «رفض الدولة» ويأتي من بيئة التهميش.
يتبع معظم المسلمين في نيجيريا المذهب المالكي، وأغلبهم منتمٍ إلى الطرق الصوفية التقليدية، التي يمتد تاريخها في شمال نيجيريا إلى القرن التاسع عشر؛ إذ سلك عثمان دان فوديو الطريقة «القادرية» التي كان أتباعها من نخب الفولاني وأصحاب المناصب والامتيازات في المجتمع، وقد أصبحت هذه الطريقة جزءًا من هوية خلافة سوكوتو. وفي عام 1830 قام «عمر فوتي» بنشر الطريقة «التيجانية»، والتي انتشرت على نطاق واسع بحلول القرن العشرين في أوساط العامة، وخصوصاً في «كانو» العاصمة التجارية للشمال، مما ساهم في سرعة انتشارها في كافة أنحاء نيجيريا وغربها بالتحديد، وتعتبر هي المنافس للقادرية وما تمثله، وقد كانت بينهما منازعات. بالإضافة إلى الطريقتين الكبريين (التيجانية والقادرية)، ظهرت بعض الفرق الصوفية الأخرى، مثل «الأحمدية» و«السنوسية».
أما عن تركة الاستعمار أو الأمر الواقع السياسي، الذي خلّف مشاكل بين من تعايش معهم، ومن تناكروه، فهي تركت لغزًا إضافيًا، فقد كان الاستعمار ينظر إلى الكانوريين أو الكانم على أنهم متشددون، وكان «المسلمون الصالحون» في أعين البريطانيين هم الحكام السابقين لخلافة سوكوتو، القادريين، لأنهم يعتبرونهم معتدلين دينيًا، وعلى النقيض من ذلك، اعتبروا أن الطرق التيجانية والمهدية والسنوسية الصوفية هي طرق يحمل أتباعها جينات التعصب، وبالتالي هم «مسلمون سيئون».
اعتقد البريطانيون أن التربية الإسلامية بالنسق التعليمي البورناوي ستؤدي إلى التعصب. ومن هذا الصراع على التعليم، يأتي أحد الأصول الثقافية لاسم «بوكو حرام»[8]. كذلك ظهرت على الساحة العديد من الجماعات الدينية والحركات الإصلاحية، كانعكاس للحركات الإصلاحية البروتستانتية في جنوب نيجيريا، مثل «جماعة نصر الإسلام» التي تأسست عام 1961، والساعية لتوحيد الشمال المسلم تحت قيادة أحمد بيللو، الذي أراد قوة إسلامية تمكنه من حكم كل نيجيريا. ظهرت لاحقاً «إزالة البدعة وإقامة السنة»، وجماعات ثورية مثل «الميتايتسين» وغيرها، كلها تستند على تطبيق الشريعة وتأسيس الدولة الإسلامية وإقامة حكومة دينية. وارتبطت هذه الجماعات بالفكر السلفي
شكل المسلمون نسبة غالبة في غرب أفريقيا، ويتركز أكثرهم في شمال نيجيريا ويتوزعون بين عرقياتها الكبرى، ويتزاوج الدين والإثنية والجهة في صناعة الواقع السياسي لنيجيريا بما يتصل وأزمة بوكو حرام. تجلّى هذا التأثير في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهو التأثير الذي رافقته مسببات الخلل الهيكلي في بناء الهوية النيجيرية -حالها حال أغلب الدول الأفريقية- وما نجم عنه من إشكاليات الاندماج الوطني، وتنامي الولاءات الفرعية (الدينية والقبلية والطبقية) على الولاء الوطني للدولة النيجيرية.
شهد العام 1976 إنشاء الرابطة المسيحية النيجيرية كإطار تنظيمي يعبر عن مصالح المسيحيين في نيجيريا، ومن ثم توالت المظاهر الدالة على صعود الدين كعامل بارز في الحياة السياسية النيجيرية، وهو ما تبدّى في الجدل الحاد حول إنشاء محكمة استئناف التعاملات الشرعية الإسلامية في العام 1978، خلال أعمال الجمعية الدستورية لدستور الجمهورية الثانية، بالإضافة إلى ظهور عدد من التنظيمات والحركات الدينية المتشدّدة، كجماعة «إزالة البدعة وإقامة السنة» في الجانب الإسلامي، وجماعة «المولود من جديد» على الجانب المسيحي، واستمر دور الدين في السياسة النيجيرية في تصاعد بعد تسليم السلطة للمدنيين عام 1979»[15].
يشير باحثون إلى أن وضع حركة العصيان المسلّح لجماعة بوكو حرام في إطارها النيجيري العام، يمكن فهمه عبر إشكالية الديني والسياسي؛ فالخطاب الديني بشقّيه الإسلامي والمسيحي بعد الاستقلال، صار أحد أدوات التعبئة والتنافس على السلطة. وتاريخ الصراع قديم؛ ففي الستينيات كانت «حرب بيافرا» صراعًا مسلحًا دار من 16 يوليو (تموز) 1967 حتى 13 يناير (كانون الثاني) 1970، حاولت عبره ولايات الجنوب الاستقلال لإعلان جمهورية بيافرا، قبل أن يتم قمعه[1
كانت المسارعة الإسلامية في نيجيريا للتواصل مع المسلمين في مصر والسعودية والسودان، هي إحدى الخطوات التي ساهمت في تفتيت خط التسارع في بناء اللُّحمة الجديدة، وهو تسارع مبرَّر؛ نسبة لتلقّي الأطراف الأخرى دعمًا وأفكارًا مماثلة. سارع المسلمون الشماليون بال


Italian Trulli