شئون عربية
وزير الإعلام اللبناني: الصحافة والإعلام يمران بضائقة مالية
محمد عارفقال وزير الإعلام اللبناني جمال الجراح، إن الإعلام والصحافة في لبنان يمران بضائقة مالية شديدة، وإن هناك صعوبة بالغة في تغيير هذا الواقع بسبب عوامل عديدة طرأت على الساحة الإعلامية، تتعلق بضعف سوق الإعلانات والمصاريف المتزايدة وغياب الدعم المالي، مشددا على ضرورة "إنتاج واقع" يحافظ على بقاء الإعلام والصحافة حتى لا يفقد لبنان دوره الإعلامي المميز والتاريخي.
وأشار الجراح - في حديث لإذاعة صوت لبنان اليوم "الثلاثاء" - إلى أن الإعلام اللبناني لطالما كان منارة للحدث وصانع الرأي العام ومؤسس السياسات العربية والمحلية، لافتا إلى أن لديه مجموعة من الأفكار لإنقاذ ما تبقى من الإعلام والصحافة اللبنانية وسيسعى لبلورتها.
وأضاف: "ستكون هناك مشاورات مع الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الصحف والقنوات التلفزيونية حول أفضل الظروف الممكنة التي تستطيع الدولة أن تقوم بها لتوفير حد أدنى لإمكانية الاستمرار للصحافة والإعلام"، مؤكدا أنه لا يتطلع فقط إلى تطور القطاع الإعلامي وإنما الاستمرار من دون عقبات ومشاكل، وأنه سيعكف على البحث حول ما يمكن أن يتم تقديمه إلى مجلس الوزراء من اقتراحات عملية في هذا الصدد.
على صعيد متصل، نظم صحفيون وإعلاميون لبنانيون اعتصاما رمزيا في ساحة الشهداء (بوسط بيروت) والذي دعت إليه نقابة محرري الصحافة اللبنانية، تعبيرا عن رفضهم واعتراضهم على عدم تدخل الدولة لمساندة القطاع الذي يعاني تدهورا وتراجعا اقتصاديا كبيرا أسفر عن غلق وتوقف عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية عن العمل.
ودعا نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف قصيفي - في كلمته أمام المشاركين في الاعتصام الذي ضم عددا كبيرا من الإعلاميين والصحفيين ومسئولي الدوائر الإعلامية بالأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية - الدولة إلى التدخل ودعم قطاع الصحافة والإعلام والعاملين فيه من خلال مشروع يمول من الموازنة العامة.
وطالب بإنشاء صناديق تكافل وتقاعد للصحفيين والإعلاميين تساهم الدولة في تمويلها إلى أن يستعيد قطاع الصحافة والإعلام قدرته على النهوض، ووضع قانون عصري للصحافة والإعلام يستجيب للتحديات الراهنة ويؤسس للمستقبل.
وشهدت الصحافة اللبنانية في الآونة الأخيرة إغلاق أكثر من إصدار صحفي ورقي ما بين صحف ومجلات بسبب ضعف توزيع المطبوعات ومرورها بأزمات اقتصادية خانقة، وكان آخرها صحيفة المستقبل اليومية الصادرة عن (تيار المستقبل) والتي أصدرت عددها الأخير في 31 يناير الماضي بعد 20 عاما من بدء إصدارها، قبل أن تتحول إلى منصة رقمية عبر شبكة الإنترنت، كما توقفت صحيفة (الأنوار) اليومية عن الصدور قبل أقل من سنة لذات الأسباب الاقتصادية بعد 60 عاما من إصدارها.