مقالات
الجامعات الأهلية.. وبناء الإنسان المصري
سعد الحلوانيطفرة غير مسبوقه تعيشها مصرهذه الأيام، التي تشهد انشاء العديد من الجامعات الخاصة ذات الإمكانيات العالية والمصاريف الباهظة،إلا أنها تلعب دورا هاما في تأهيل الإنسان المصري لسوق العمل، فمما لا شك فيه أن الإستثمار في البشر يحقق أعلي عائد مادي ذلك أن الانسان هو الذي يأتي بالمالي والمال لا يأتي بالإنسان. وكان المصريون طوال عقدي السبعينيات والثمانينات حريصون علي تعليم أولادهم في الجامعات الأوربية، اما لعجز أبنائهم عن الحصول علي المجموع اللازم لالتحاق بالجامعات المصرية، أو حرصا منهم علي تعليم أولادهم بجودة عالمية بعدما تدهورمستوي خرجي جامعاتنا بصورة غير مسبوقه، منذ نهضة التعليم علي عهد محمد علي باشا في القرن التاسع عشر.
وجاءت الجامعات الاهلية لتجيب علي السؤالين فهناك جامعات لا يهمها سوي تحصيل المال من طلابها، وتقل طلابها بنفس قدرات الجامعات الأجنبية، لكنها توفر العملة الصعبة التي كنا ننفقها علي أولادنا في الخارج طوال عشرين سنة أو أكثر بعد أن أصبح لدي الطلاب فرصة كبيرة في الالتحاق بجامعات مصرية تقدم خدمات تعليمية مقبولة الي حد ما.
وفي المقابل أنشئت خلال العقود الثلاثة الماضية جامعات تنافس أرقي الجامعات العالمية في الجودة تتقدمهم كلية الهندسة بالجامعة البريطانية التي حصلت علي الترتيب الخامس عالميا هذا العام، والجامعة الأمريكية وجامعة النيل ذات السمعة العالمية، وكان آخر هذه الجامعات، هو الإعلان عن استكمال جامعة "الجلالة" التي ستبدأ في استقبال طلابها خلال العام الدراسي 2020/2021 وهي جامعة تمتلك بنية معلوماتيه ضخمة جدا تتيح لطلابها بناء مهاراتهم وفقا لمتطلبات سوق العمل، ولا تعتمد علي الدراسة العلمية فقط بل انها تعلم طلاب كليات الطب والهندسة والعلوم الحضارة المصرية والتذوق الفنى وحقوق الإنسان واللغة العربية بهدف تخريج انشان مكتمل الثقافة فالثقافة لا تقتصر علي العلوم التطبيقية فقط بل تمتد لتشمل الفلسفة والمنطق.
لقد بدا العمل بجامعة الجلالة فى شهر مارس 2018 ، وخلال عامين تم إنجاز المشروع، نجح خلالها المصريون في تحقيق المعجزة، التي شملت بناء 173 فدانا و15 كلية و66 برنامجا ، والأهم استحالة أن يتصور أنسان أنها هذه الجامعة مقامة علي ارتفاع 700 مترفوق مستوي سطح الأرض، ضمن الخطة التي وضعها الرئيس السيسي لإنشاء مؤسسات تعليمية في المناطق الجديدة كي تتكون حولها منتجعات سكانية.
وتتميز الجامعات الاهلي بقدرتها علي جذب علماء مصر العاملين بالخارج استثمارا لثروتها البشرية المنتشره في كل مكان علي سطح المعمورة والتي ستلعب دون شك دورا ملموسا في تطوير الحياة علي أرض مصر في ظل الطفرة التي تشهدها بلادنا في البنية الاساسية للطرق والخدمات والتحول الي الحكومة الرقمية كي تصبح قبلة الإستثمار في الشرق الأوسط. .