مقالات
كورونا.. وعودة المدارس
محمد عارف
فتحت المدارس صباح اليوم أبوابها لاستقبال طلابها لبدء العام الدراسي الجديد 2020/2021 بالتوازي مع تحذير منظمة الصحة العالمية، من احتمالات تعرض العالم للموجه الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد.
الأمر الذي يلقي بالمسؤولية علي وزارة الصحة للتعامل مع المرض، فالمدارس سوف تستقبل ملايين الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي، أغلبهم في عمر لا يستوعب فيه خطورة المرض ولا ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ونظرا لطول فترة المرض فليس امام الدولة ووزارة التعليم سوي التعايش مع المرض.
غير أن وسائل الاعلام أعلنت مطلع الشهر الجاري عن تفشي الموجه الثانية من المرض في كثير من الدول الأوربية، والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يفرض تساؤلا كبيرا حول القرار الذي يجب أن تتخذه الدولة في مثل هذه الحالة.
كنت أتمني أن تخصص المدارس الأسبوعين الأول والثاني من الدراسة لتوعية الطلاب بحتمية الالتزام بالتباعد فيما بينهم داخل الفصول، وعند عودتهم لمنازلهم بواسطة سيارات المدارس، وعدم الاختلاط المفرط فيما بينهم اثناء اللعب داخل حوش المدرسة.
ورب ضرة نافعة فالحاجة ام الاختراع ، ومن المؤكد ان الازمة ستدفع الطلاب للاعتماد علي انفسهم من خلال تفعيل اليات عمل التابلت ، بصورة تجبر الطالب ان يعتمد علي نفسه في تحصيل المعلومات بواسطة المواقع التي خصصتها وزارة التعليم لذلك، غير أن شيئا مهما ينبغي الا نغفل عنه.
فقد افتقد كل اولادنا روح التعاون فيما بينهم.. كما افتقدوا الانتماء لوطنهم، بعد أن غابت الأغاني الوطنية المؤثرة، ومادة التربية القومية التي تتحدث عن مؤسسات الدولة واهمية تفاعل المجتمع مع حكومته للارتقاء بمستوي الحياة علي أرض مصر.
ان أخطر شئ يفقده أطفال اليوم وشباب الغد ورجال المستقبل هو الالتزام بالمثل والقيم الاخلاقية والسلوكية، في التعاملات اليومية فقد افتقد الطفل روح احترام المدرس وروح الموده مع زملائه، و اصبح التنافس هو السلوك السائد بين الجيل الصاعد.
انها بحق عناصر هدم للأجيال القادمة التي ستشهد تخريج طبيب يكذب علي مرضاه، ومهندس لا يراعي قواعد البناء الهندسي، ومدرس لا يرعي الله في تعليم تلاميذه، من هنا ينبغي دعوة خبراء علم الاجتماع وعلم النفس لوضع الضوابط اللازمة لتخريج يعطي الاخلاق حقها فالخبرة يمكن تعويضها لكن الاخلاق الرديئة تدمر مستقبل الأمم والشعوب .