مقالات
العنف ضد النساء
جون سميرآفة مزمنة ترسخت في مجتمعنا الآمن هذه الايام ، ألا وهي استخدام العنف ضد النساء، سواء بالضرب المباشر من أزواجهن أو آبائهن أو بالتحرش بهن أثناء سيرهن في الشوارع أو من قبل مديري العمل الذي يعملون به دون مبرر واضح اللهم .
اللهم الا فقدان الرجل ثقته في نفسه وضعف قوته الاجتماعية أمام زوجته، تحت حجج باطلة تدعي ان القرآن أعطي الرجل حق ضرب زوجته، وهو قول حق أريد به باطل، فالرسول حين أراد أن يشرح لنا العلاقة بين الزوجين قال" الله الله في النساء فانهن عوان عندكم لا يملكان لانفسهم شيئا فاتقوا الله واستوصوا بالنساء خيرا".
ومعني ذلك أن وضع المرأة كتابع لزوجها يضعها موضع الأسير لدي الرجل، وعليه ان يحترم ذلك المعني، ومن الغريب ان الكتب التي اعتادت الهجوم علي الاسلام، لم تحدثنا عن امساك السيدة عائشة بتلابيب الرسول دون اعتراض منه، وحين ساله ابوها عن موقفه "قال ان النساء يغلبن كريم ويغلبهن لئيم"، وأحب ان أكون كريم مغلوب عن أن اكون لئيما غالبا.
اما ضرب المرأة الذي تحدث عن القران فمقرون بالنشوذ لقوله تعالي " واللائي تخافون نشوزهن فعظهن واهجروهن واضربوهن" فهل التزم الرجل تلك الخطوات وهل حقا زوجته ارتكبت خطا وضعها في مقعد النساء الشواذ ام اننا نفسر القران وفق أهوائنا.
ربما كانت الضغوط الاجتماعية سببا رئيسيا في انتشار الظاهرة غير أن المراة المهانة لن تنجب أبناء أسوياء، ولن تكسبهم الثقة في أنفسهم، بل ستنجب ذكورا يعتدون علي الإناث في الشوارع وفتيات متمردات علي واقع المجتمع.
وحسنا فعل المجلس القومي للمراة حين تبني حملة قومية تحت عنوان" مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء"، لتوعية الرجل والمراة بالأسلوب الأمثل في التعامل مع أزمات الحياة اليومية، بعد انتشار الظاهرة بصورة تدعو للقلق الاجتماعي والخوف من ضياع مستقبل الجيل الصاعد.
الأمر الذي يعيد الينا أهمية تاهيل البنات والشباب قبل الزواج ، بالسلوك الصحيح في العلاقة المقدسة التي تربط بينهما ، ولعلنا في حاجة الي دورات تدريبية يتولاها رجال الدين وخبراء علم الاجتماع ، للحد من تلك الظاهرة التي تنذر بانهيار المجتمع اخلاقيا وفساد الجيل الثاني من هذه الاسر .
انما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبو