حوادث
إحالة المتهمين بقتل ضحية لقمة العيش في الخصوص للجنايات
ضياء شديدلم يدر «حمد العربى»، الشاب صاحب الـ٣٢ عامًا، أن الفصل الأخير من حياته سيكتب خلال رحلة البحث عن لقمة العيش.
كان يخرج صباح كل يوم يجوب الشوارع والميادين أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء لسد احتياجات أطفاله الصغار من خلال عمله سائقا على «توكتوك»، لكنه لم يتخيل أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، إذ استدرجه مجموعة من الأشخاص بحجة توصيلهم لأحد الأماكن، وقبل أن يصل بهما إلى المكان الوهمى الذى أرشدوه إليه، تعدوا عليه بالضرب بـ«سلاح أبيض»، وعند قيامه بمقاومتهم قتلوه وألقوا جثته داخل أرض زراعية، وأشعلوا فيه النيران لإخفاء معالم الجثة، واستولوا على «التوكتوك»، وفروا هاربين.
وعقب العثور على جثته تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين، وبالعرض على نيابة الخانكه الجزئية، أمرت باحالتهم للمحاكمة أمام الجنايات، فيما هو منسوب إليهما من اتهامات.
كواليس الواقعة المأساوية على كما سردتها السيدة «سعاد» والده المجنى عليه، لـ«البوابة نيوز»، راح ضحيتها شاب ارتدى ثوب الرجولة منذ صغره، لمساعدتها على ظروف الحياة القاسية عقب وفاة والده، مستطردة: «راح سندى في الدنيا وتركنى لوحدى».
وأضافت: «إبنى منذ وفاة والده، قرر الوقوف بجانبى رغم كونه ليس الابن الأكبر، لكنه قرر الدخول لمعترك لحياة مبكرا لمساعدتها، فقد عمل في العديد من الشركات طامحا في حياة هادئة يسودها الاستقرار المادى والمعنوى، إلا أن الرياح تأتى في بعض الأحيان بما لا تشتهى السفن، ليقرر ترك العمل بسب مضايقات أصحاب العمل له».
وتابعت: «منذ نحو ٨ سنوات تزوج نجلى من فتاة ذات أخلاق عالية، وجرت الأمور طبيعية بينها، ورزق منها بثلاثة أطفال هم «عبد الرحمن ٧ سنوات، وعبدالله ٤ سنوات، وجنات، عام ونصف»، ومع ضيق الحال قرر منذ عامين العمل كسائق على توكتوك، فلم يكن يدر أنها ستكتب الفصل الأخير من حياته، وكان يخرج على أكل عيشة وملوش في المشكلات، وترك أطفالة الصغار دون دخل أو معاش.
وأوضحت: «وفى يوم الواقعة خرج كعادته من المنزل، فكان دائما يخرج في الخامسة صباحا ثم يعود نحو الساعة العاشرة لتناول وجبة الفطار، ويستريح ليعاود العمل بعد الثانية ظهرا للسادسة مساء، وهو السيناريو الذى تبدل ذلك اليوم، فقد انتظرته في ميعاد العودة لكنه لم يعد، فبدأ القلق يتسلسل نحو قلبى، وبدأنا في البحث عنه في كل مكان ولم نعثر عليه، حتى توجه نجل ابنى الأكبر إلى قسم الخانكة للاستعلام عنه، وهناك كانت الصدمة، إذ عرض عليه ضباط المباحث صورة لجثة بها طعنات، وآثار لحروق حيث تعرف عليها، قائلا: «أيوه هو ده عمى اللى مختفى».
وكان ضابط المباحث، الذى وصل بعد دقائق لأخذ أقوال أسرة المجنى عليه، والذى عمد فور وصوله لمراجعة كاميرات المراقبة بمحل سكن المجنى عليه، لفت انتباهه صوت شخص يدعى «شلبى»، قائلا: ابن اخويا «أحمد. ى»، أعطانى ٣ آلاف جنيه منذ قليل، ومكنش معاه فلوس امبارح، وعلى الفور انطلقت القوة الأمنية نحو محل سكنه ليتم ضبطه، ليعترف بارتكاب بالواقعة ويرشد عن باقى شركائه في الواقعة، وهم «مصطفى. س»، و«عمرو. إ»، و«طه. أ»، أقروا بتخلصهم من المجنى عليه وأشعلوا النار في جثته لسرقة مركبته، وإخفاء جريمتهم، بعدما طلبوا منه توصيلهم من منطقة الخصوص إلى منطقة عرب التعليقات بالخانكة وقاموا بطعنه وإشعال النيران في جثته لإخفاء معالم الجريمة.
وفى ذات السياق قال شقيق الضحية: «القاتل خرج من السجن قبل العيد وهو باقى المتهمين، فهو من أرباب السجون، لكن لم نتوقع أن يفعل بابن منطقته هكذا»، وأشار إلى أن الجانى اتفق مع باقى المتهمين على استدراج الضحية لمنطقة نائية، بعد ما انتظره في الجراج في الصباح ثم ركب معه باقى المتهمين في الطريق، وما إن وصلوا إلى المكان الوهمى الذى أرشدوه نفذوا جريمتهم»، متابعا: «المتهم قابلنى بعد ساعات من قتله لأخى في العزبة البيضاء، وكنت حينها أبحث عنه وقال وصلنى في سكتك لحد البيت».