فن وثقافة
أحمد عبدالعزيز: أوضاع المسارح لا تليق بشعب الـ100 مليون
ضياء شديدأشار الفنان أحمد عبدالعزيز، رئيس المهرجان القومى للمسرح، إلى بيت شعر لفؤاد حداد قائلا: «الشاطرة تغزل برجل حمار ولو عارجه»، هكذا ما يفعله البيت الفنى للمسرح فى الوقت الراهن، لأن المسارح أماكنها وأوضاعها صعبة للغاية لا تليق بشعب قوته 100 مليون نسمة، وعندما كان تعداد السكان يصل 20 مليون نسمة، كان وضع مسارحنا أفضل وأكبر، مؤكدا أن الباعة الجائلين منتشرون حول المسارح فى كل مكان الآن، وأصبحنا فى بلد غلبت «الشباشب» فيها الثقافة.
جاء ذلك فى إحدى الندوات التي عقدتها إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، بعنوان «إدارة المهرجان القومي» بالمجلس الأعلى للثقافة، ضمن ندوات المهرجان في نسخته الثانية عشر التي تحمل اسم المخرج الراحل كرم مطاوع وتستمر فعالياتها حتى 30 أغسطس الجاري.
وأضاف عبدالعزيز، أن الهدف الأساسي للمهرجان هو تشجيع الشباب المتفاني في شكل المسرح، وعرض أعمالهم في أكثر من مسابقة تصل إلى 3 مسابقات، ثم استحداث مسابقة جديدة في هذه الدورة للتأليف المسرحي أطلق عليها "لينين الرملي" كنوع من أنواع التكريم، مؤكدا أن التأليف هو صلب ومفتاح العملية المسرحية والمحرك الأول لها، فنحن عانينا من ندرة الكتاب المسرحيين عقب فترة الأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات أيضا طوال 40 عاما من هذا القرن بداية من توفيق الحكيم، على أحمد باكثير، نعمان عاشور، ميخائيل رومان، محمود دياب، يوسف إدريس، سعد الدين وهبة، لطفي الخولي، وغيرهم حتى أصبح بعد هؤلاء الكتاب ندرة في التأليف، هذا كان سببا لتشجيع شباب كتاب المسرح.
وأوضح عبدالعزيز، أن مهرجان وسيلة لتكريم الآباء وتشجيع الأبناء وهذا ما لاحظناه في حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة، وفي حفل الختام سوف نشاهد التشجيع للأبناء الفائزين بجوائز المهرجان، بهدف ربط الأجيال المسرحية بعضها البعض والتعريف بالقامات الفنية الراحلة.
وأشار عبدالعزيز، إلى أحد الندوات في 1985، كان من بين حضورها الشاعر صلاح عبدالصبور، واقترحت بما يسمى "بالقراءة الدرامية" هروبا من مسألة المسارح، والميزانيات، والإمكانيات إلى آخره، وقدمت هذه الفكرة وبدأت برواية "مأساة الحلاج" عقب رحيل الشاعر بثلاثة أشهر ولاقت ترحيبا ثم تحولت بعد ذلك لعمل مسرحي، إذن كل هذه الجهود المبذولة نحو المهرجان من أجل الدفع بعجلة المسرح لعلها تسير، فلو سارت سوف يسير المجتمع معها في طريقها الصحيح، أي الطريق الثقافي والفني الذي يعيد بناء هذا المجتمع بناء مستنيرا.
وقال الفنان إسماعيل مختار، مدير المهرجان ورئيس البيت الفني للمسرح: إن فكرة المهرجانات المسرحية كانت تعرف منذ قديم الزمان في اليونان، حيث كانوا يجتمعون لعرض أعمالهم المتنوعة، فهي ليست بدعة وإنما دافع رئيسي للحركة المسرحي، ومنذ انطلاق المهرجان القومي للمسرح بدأت الناس تكتشف أن هناك مهرجانا ومسرحا وعروض وإنتاج، لأنه يعد من أهم المهرجانات في الشرق الأوسط، لأنه يقدم كل المنتج المختار بهدف التعرف على كافة التجارب المسرحية.
وأضاف مختار، أن هناك العديد من المخرجين الكبار لم يشاركوا نهائيا في المهرجان، ولكن من المهم أن يصبح هناك مهرجان وحركة مسرحية، فيجب أن تتوارى المصلحة الشخصية من أجل المصلحة العامة، حتى يصبح هناك منتج مسرحي جيد لاتساع المساحات بهدف نشأة جيل فني جديد.
وأشاد مختار بفترة الأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات التي خلقت جيل من فناني ومبدعي مصر، وفي الوقت الراهن هناك أيضا فنانين جدد من بينهم تامر كرم، إسلام إمام، محمود جمال الحديني، ولكن الفرق هنا في اللحظة التاريخية فعلى سبيل المثال توفيق الحكيم أحدث نقلة في نقل العمل إلى نص أدبي فأصبحت المسألة تأخذ شكلها الصحيح والراقي.
وأكد مختار، أننا بدأنا في عمل دراسات واجتماعات دورية لهذه الدورة وتوصلنا إلى وضع ثلاث مسابقات، إضافة إلى مسابقتين أخرى، وكان الطفل موضع اهتمام على هامش المهرجان منذ الدورة السابقة، وأصبح جزء من المهرجان، آملين العام المقبل أن يصبح له مهرجان خاص يسمى بمهرجان الطفل، مؤكدا أن قيمة جوائز هذه الدورة بلغت 593 ألف جنيه، إضافة إلى الدروع وشهادات التقدير التي بلغت قيمتها 90 ألف جنيه، كما بلغت قيمة ميزانية المهرجان في دورته الثانية عشرة إلى 2 مليون جنيه، التي زادت عن العام الماضي بواقع 550 ألف جنيه، بينما تضاعفت أنشطة وفعاليات المهرجان هذا العام أكثر من ضعف العام الماضي بدليل مضاعفة قيمة جوائز المهرجان.