مقالات
كورونا وانتشار الأخبار الكاذبة
محمد عبد المنصففي عام 2013 نشرت وكالة رويتر للأنباء خبرا عن اختطاف رئيس وزراء ليبيا "علي زيدان"، أعقبته بخبر عن افراج المختطفين عنه، غير أن الحكومة الليبية أعلنت بعد ذلك أنه لم يكن يملك أصلا موقعا علي مواقع تويتر، مما أثار تساؤلا حول مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي. .
وخلال الشهرين الماضيين انتشرت شائعة بين الإيرانيين بأن تناول محلول الإيثانول يقضي علي فيروس كورونا، فتدافع الناس عليه مما نتج عنه وفاة 480 ايراني وهو رقم يعادل ضعف أولئك الذين ماتوا بسبب الاصابة الحقيقية بالفيروس،وهنا يجب ان نتوقف أمام أهمية توثيق المعلومات والتاكد منها قبل الانسياق وراءها.
فبحسب دراسات تمت داخل كليات الاعلام فإن الأخبار الكاذبة عادة ما تكون أسرع انتشارا من الأخبار الصادقة بزيادة قدرها 70% ، والأخطر أن هناك برامج وهمية يديرها "روبوتات " آلية تتواصل مع المواطنين لصالح شركات او جهات مغرضة وهي أخطر أنواع وسائل نقل الأخبار الكاذبة ..
ولابد هنا من توعية المواطنين بأهمية التأكد من المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وبخاصة ما يتعلق منها بالمشاهير أو "بفيروس كورونا"فعدد المواقع الاخبارية تجاوز 5800 موقعا حول العالم، لا تملك الوقت اللازم للتحقق من صدق المعلومات، بل هناك .
أعود فأوكد علي اهمية الرجوع الي المواقع الرسمية لوزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية، أو وكالات الأنباء الموثوق فيها قبل تصديق الخبر، ولابد من الحذر الشديد من المواقع التي تحمل اسماء المشاهير السياسيين، التي يستغلها البعض في الترويج لشائعات حول اسلوب علاج فيروس كورونا او غيره من الأمراض.
ولابد أولا من التأكد من وجود علاقة بين الشخصية المشهورة والموضوع الذي يتحدث عنه، ومراجعة عدد التقارير التي ينشرها يوميا فاذا كانت كثيره ، فمعني ذلك أنه انسان آلي وليس انسانا حقيقيا ، ولابد من البحثعن الروابط الموجودة علي الصفحة للتاكد من متابعة خبراء في مجاله لهذه الصفحة من عدمه.
بقي أن أوكد علي قدرتنا العالية في التعامل مع الأزمة فقد أصاب الفيروس 43 مليون مواطنا حول العالم، توفي منهم 1.157 مليون شخص، فيما اقتصر عدد المصابين به في الشرق الأوسط علي 3ملايين مواطن، لم تكن ايا من دوله ضمن العشر دول الأكثر اصابة بالمرض بل تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية والهند والبرازيل وفرنسا قائمة الدول الموبؤة بالفيروس.