”لا إعاقة” والحلقة المفقودة

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
وزير التموين ومحافظ الغربية يتفقدان فرع الشركة العامة لتجارة الجملة بقرية شبشير محافظ البحيرة تستقبل محافظ دمياط لافتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث لدعم الصناعة الوطنية الشهابي:يشيد بقرار الرئيس برفع عدد من المدرحين علي قوائم الإرهاب عبر النيابة العامة محافظ مطروح يفتتح ورشة عمل عن الخطر السيبراني وزير الري: يوجه بالإستفادة من املاك الوزارة يتماشى مع التوجهات العامة للدولة جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان

مقالات

”لا إعاقة” والحلقة المفقودة

لن ولم يكن انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر “لا إعاقة مع العلاج الطبيعي”؛ نوفمبر المقبل، برئاسة الدكتور علاء بلبع، أستاذ العلاج الطبيعي ومؤسس مبادرة “لا إعاقة” بمثابة مجرد ملتقي علمي؛ لطرح آخر المستجدات البحثية حول قضايا ذوي القدرات الخاصة، وبحث سبل وآليات دمجهم في نسيج المجتمع؛ بل هي رسالة إنسانية سامية تنطلق من قلب مصر النابض بشئون ذوي الهمم، ويتبني مبادراتهم، وينتفض لمشاكلهم وهموهم، ويطرح حلولًا واقعية متسقة مع استراتيجيات التنمية المجتمعية المستدامة التي تحتضنها الدولة.


لقد لفت انتباهي علي مدار يومين متواصلين من انعقاد الفعاليات والجلسات العلمية بالدورة السابقة للمؤتمر في غضون ديسمبر من العام الماضي غياب التغطية الإعلامية بمختلف أشكالها، فضلًا عن الغياب الأبرز غير المبرر لمنظمات المجتمع المدني، أو أي من الوزارات والهيئات الحكومية المعنية بشئون ذوي القدرات الخاصة، وهو ما جعلني علي يقين تام بأن توصيات هذا المؤتمر لن توتي أكلها؛ طالما غاب البعدان المجتمعي والإعلامي.


ويقتضي التخطيط الاستراتيجي لمبادرات ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم جزءًا من برامج المسئولية الاجتماعية الارتكاز على أربعة أركان؛ الأول هو الحكومة التي عليها أن تتولي الرقابة الإدارية والتنفيذية على هذه البرامج، وإرساء استراتيجية تنفيذية؛ بالتنسيق مع ممثلي الشركات وفقا للأهدف القومية للدولة، فضلًا عن تشكيل لجان تنفيذية متخصصة لتيسير الإجراءات الإدارية لتنفيذها.


والثاني هو الشركات التي عليها أن يلتزم أصحابها بتوجيه برامج مسئولياتهم المجتمعية نحو الأهداف القومية للدولة ومصلحة المجتمع، وتتمثل الركيزة الثالثة في الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المسئولة عن تمهيد كافة السبل وتذليل العقبات أمام ذوي الهمم؛ بما تمتلكة من ثروة بشرية مؤهلة ومدربة علي تأهيلهم والارتقاء بمقوماتهم وقدراتهم.


ويتمثل الجانب الرابع والأخير في وسائل الإعلام التي غاب نورها عن فعاليات الدورة السابقة، ولكننا نترقب سطوع بريقها بالفعاليات المقبلة لتقوم بتغطية موضوعية محايدة ؛ تسلط الضوء علي مثل هذه المبادرات التنموية الهادفة، وتنقد الجوانب السلبية فيها، وتنشر ثقافة العمل التطوعي، وتحث كافة الشرائح المجتمعية علي الانخراط في ثنايا المبادرات التنموية الهادفة.


لاشك أن المؤتمرات العلمية لها دورها البارز في استعراض نتائج الدراسات وتطبيقاتها العملية بين العلماء والخبراء، لكنها لن تستطيع وحدها التصدي للمشكلات الاجتماعية لذوي الهمم، ما لم تدرك هيئات المجتمع أن المواطن المصري هو النواة الأولي للدولة، وسيظل ذوو القدرات الخاصة شركاء رئيسيين في الاستدامة التنموية؛ تلك الاستدامة التي ينغمس فيها كل طوائف المجتمع؛ باعتبارهم حجر الأساس الأول والأخير للتساند والتكافل الإنساني للمجتمع وضميره الجمعي، وأي ثمة محاولة لزعزعة هذا الضمير ستقود المجتمع- بلا هوادة- نحو الهاوية، لأنها ستمثل حينئذ تهديدًا للعيش المشترك والتكافل الإنساني، وهي أسمي مكونات رأس المال الاجتماعي.



Italian Trulli