المرأة والصحة
دراسه تؤكد أن القهوه تقلل الاصابه بتليف الكبد
غاده منصورحلّل الباحثون بيانات 9 أبحاث منشورة سابقاً مع مجموع أكثر من 430 ألف مشارك، ووَجدوا أنّ فنجانَي قهوة في اليوم يخفّضان خطر الإصابة بتليّف الكبد المرتبط بالإفراط في الكحول.
وينطوي تليّف الكبد على تصلّب أنسجته وتدميرها، ما يعوق قدرته على القيام بوظائفه بشكل طبيعي، وهو يقتل أكثر من مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم. قد يحدث بسبب إصابات التهاب الكبد، أو الإفراط في احتساء الكحول، أو اضطرابات المناعة، أو مرض الكبد الدهني المرتبط بالبدانة وداء السكّري.
وأجرى قائد الدراسة من «Southampton University» في المملكة المتحدة، الدكتور أوليفر كينيدي وفريقه تحليلاً لمتوسط استهلاك القهوة عبر دراسات سابقة لمعرفة حجم تأثيرها في أمراض الكبد.
وقد شملت الأبحاث مجتمعةً 1990 مصاباً بتليّف الكبد. في 8 من أصل 9 دراسات تمَّ تحليلها، رُبط استهلاك القهوة بمعدّل فنجانين في اليوم بانخفاض ملحوظ في الإصابة بتليّف الكبد. وفي كلّ الدراسات باستثناء واحدة، تواصَل خطر تليّف الكبد في الانخفاض مع ارتفاع استهلاك فناجين القهوة اليومية.
مقارنةً بعدم احتساء القهوة، قدّر الباحثون أنّ كوباً واحداً في اليوم رُبط بخفض خطر تليّف الكبد بنسبة 22 في المئة. مع استهلاك فنجانين، تقلّصَ الخطر بنسبة 44 في المئة، ووصَل إلى 57 في المئة مع ثلاثة فناجين، و65 في المئة مع أربعة.
غير أنّ كلّ هذه النتائج لا تزال تترك بعض علامات الاستفهام. على سبيل المثال، وجَدت إحدى الدراسات رابطاً أقوى مع استهلاك القهوة المصفّاة (Filtered Coffee) وخفض تليّف الكبد مقارنةً بنظيرتها المغليّة (Boiled Coffee).
وأشار الباحثون في مجلّة «Alimentary Pharmacology and Therapeutics» إلى أنّ على رغم الأخذ بعين الاعتبار احتساء الكحول، لكن هذا لم يكن الحال مع عوامل خطر أخرى لتليّف الكبد مثل البدانة والسكّري.
وحذّرَ كينيدي المرضى مِن «عدم التفكير بأنّ هذه النتائج تعني أنّ شربَ القهوة بالحليب مع السكّر والكريما المخفوقة يشكّل طريقة جيّدة للوقاية من أمراض الكبد. ليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن للقهوة أن تؤدي إلى كبد صحّي، أو ما إذا كان نوع حبوب البنّ أو طريقة التخمير يلعبان دوراً في هذا المجال».
وأضاف أنّ «القهوة عبارة عن خليط معقّد يحتوي مئات المركّبات الكيماوية، وليس من المعروف حتى الآن أيّ منها مسؤول عن حماية الكبد».
من جهتها، أوضَحت اختصاصية التغذية، سامانثا هيلر من «New York University Langone Medical Center» في نيويورك التي لم تشارك في الدراسة أنّه «من المهمّ معرفة أنّ القهوة ليست قويّة بما يكفي لمواجهة خيارات نمط الحياة التي قد تدمّر بشدّة الكبد».
وتابعَت حديثها: «لسوء الحظّ، على رغم أنّ القهوة تحتوي مركّبات تملك آثاراً مضادّة للأكسدة وخصائص مضادّة للإلتهابات، غير أنّ شرب بضعة أكواب في اليوم لا يستطيع إبطالَ الضرر الناتج عن زيادة الوزن، أو البدانة، أو الخمول، أو الإفراط في احتساء الكحول، أو الغذاء غير الصحّي».
فوائد أخرى
وفي ما يلي منافع أخرى رُبطت سابقاً باستهلاك القهوة:
- خفضُ الكآبة عند النساء: أظهرَت دراسة أجريَت في هارفادر، ونُشرت في «Archives of Internal Medicine»، أنّ النساء اللواتي شربنَ كوبَين إلى 3 أكواب من القهوة في اليوم انخفضَ لديهنّ احتمال الكآبة بنسبة 15 في المئة، في حين وصَل هذا الرقم إلى 20 في المئة لدى المجموعة التي حصلت على 4 أكواب.
- إنقاذ الدماغ: أظهرَت دراسة نُشرت في «Journal of Alzheimer’s Disease» وجودَ شيء في القهوة غير معروف تحديداً حتى الآن يتفاعل مع الكافيين لتعزيز مستويات عامل النمو «GCSF» الذي يبدو أنّه قادر على محاربة الألزهامير لدى الفئران.
ويَعتقد الباحثون أنّ «GCSF» يملك هذا التأثير لأنّه يدفع الخلايا الجذعية في نخاع العظام لدخول الدماغ وإزالة لويحات بيتا أميلويد المرتبطة بالألزهايمر. فضلاً عن أنّه يملك دوراً في تشكيل روابط خلايا الدماغ وخلق خلايا عصبية جديدة.
- تقليص سرطان البروستات: وجدَت كلّية هارفارد للصحّة العامة أنّ الرجال الذين شربوا 6 أكوب قهوة في اليوم انخفضَ لديهم خطر الإصابة بنوع خطير من سرطان البروستات بنسبة 60 في المئة، وأيضاً تقليص خطر تطوّر أيّ نوع آخر من هذا السرطان بنسبة 20 في المئة.
كذلك أظهرَت الدراسة التي نُشرت في «Journal of the National Cancer Institute»، أن شربَ فنجان إلى 3 فناجين من القهوة في اليوم يمكنه أيضاً خفض خطر سرطان البروستات بنسبة 30 في المئة.
- محاربة سرطان الجلد: وجَد باحثون من «Brigham and Women’s Hospital» و»Harvard Medical School» أنّ النساء اللواتي يشربن 3 فناجين أو أكثر من القهوة التي تحتوي الكافيين انخفضَ لديهنّ خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 20 في المئة، في حين بلغَ الرقم 9 في المئة لدى الرجال. علماً أنّ القهوة المنزوعة الكافيين لا يبدو أنّها تملك التأثير الوقائي ذاته.
- الحماية من السكّري: إستناداً إلى مراجعة لدراسات نُشِرت في «Archives of Internal Medicine» عام 2009، شربُ القهوة مرتبط بخفض خطرِ الإصابة بالسكّري من النوع الثاني.
- خفضُ خطر الباركنسون: وفقَ دراسة نُشرت في «Journal of Alzheimer’s Disease» عام 2015، شربُ بضعة فناجين من القهوة قد يخفّض خطر الإصابة بالباركنسون بنسبة 25 في المئة.
إحذروا الإفراط
لكنّ هذه المنافع المذكورة لا تعني أنّه يمكن الإفراط في القهوة، إذ إنّ استهلاك أكثر من 6 فناجين يومياً قد يزيد احتمالَ التعرّض لانعكاسات سلبية عديدة أبرزُها:
- صعوبة النوم، وزيادة القلق والأرَق.
- مشكلات في عملية الهضم، وتشنّجات في المعدة، وارتجاع المريء بسبب إفراز كميات كبيرة من الأحماض في الجسم.
- خفضُ الامتصاص الجيّد لبعض المعادن، خصوصاً الحديد بسبب كثرة الكافيين.
- زيادة خسارة معدن الكالسيوم في العظام، ما يزيد خطرَ تعرّضها للترقّق.