تقارير وتحقيقات
رسالة دكتوراه تؤكد قوة مصر في العصر العثماني
محمد عبد المنصفمنحت كلية الآداب جامعة طنطا الطالبة شيرين مصطفي الشافعي درجة الدكتوراه عن رسالتها في التاريخ الحديث بعنوان"الفرمانات في مصر في العصر العثماني"، والتي اشرف عليها الدكتور نبيل عبد الجواد سرحان استاذ التاريخ بالكلية ، والدكتورة سميرة فهمي علي عمر استاذ التاريخ المساعد بنفس الكلية.
اوضحت الرسالة ان مصر مثلت بالنسبة للدولة العثمانية كنزا لا يمكن الاستغناء عنه فقد كانت اغني دول المنطقة بل واكثر ولاية عثمانية دعما لها في النواحي المالية، مشيرة الي هيبة السطان العثماني ونائبة علي مصر .
وقالت الباحثة ان المصريين حرصوا علي تنفيذ تعليمات السلطان دون اي اعتراض حتي لو كانت تخص ادق تفاصيل حياتهم اليومية، لافتة الي اقتصار دور الدولة العثمانية في ادارة مصر علي مهمة الدفاع عنها من اي اعتداءات خارجية وتحصيل الضرائب والفصل في النزاعات والخصومات .
اشارت الباحثة شيرين الي حرص العثمانيين علي العلاقة الطيبة مع الاقباط، بعدم التعرض لكنائسهم، واشراكهم في ادارة شؤون مصر الا ان هذا لم يمنع من أن تجعل من نفسها حكما في ادارة بعض الامور المتعلقة بحياة المصريين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أوضحت الدكتورة فايزة ملوك التي ناقشت الرسالة ان دراسة تاريخ مصر الحديث والمعاصر، نال اهتماما كبيرا من المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية للتوعية بذاكرة شعبنا بدروس الماضي وعبره، ويبصرنا بنتائج تجاربنا السابقة في مختلف المجالات حتي نعرف أين موقعنا الآن من التطور البشري، وماهو الطريق الأمثل الذي ينبغي علينا ان نسلكه لتحقيق مستقبل زاهر لشعبنا العريق وأمتنا الخالدة .
ووقع علي عاتق مؤرخ التاريخ الحديث والمعاصر مسؤولية تتبع جذور الأحداث وتطورها منذ أقدم العصور حتي يتبين ما عكسته وأفرزته علي الواقع الحديث والمعاصر، فالشجرة لا تدرس من أوراقها ولكن لابد أن تعرفها من جذورها،كما أن تاريخ مصر عبر العصورلم ينفصل عن تاريخ أمتها العربية.
تبدأ الحدود الزمنية لتاريخ مصر والعالم العربي الحديث والمعاصر منذ السيطرة العثمانية علي مصر عام 1517 حتي وقتنا الحاضر، وهي فترة مهمة وخطيرة في تاريخنا القومي استغرقت قرابة خمسة قرون من عمر شعبنا المصري وأمتنا العربية وأثرت في مسار مختلف الجوانب السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن منطلق هذه الأهمية فقد ساهمت الدراسات التاريخية عن مصر الحديثة والمعاصرة في اثراء العقل البشري عن مدي المكانة العظيمة التي تبوأتها تلك المنطقة العربية المهمة لما شهدته من أحداث تاريخية متنوعة ساهمت في تشكيل ملامح تلك المنطقة.
ليس هذا فحسب وانما في تشكيل الشخصية المصرية التي أدركت قيمة وطنها ومعني الانتماء له فتولد لديها الشعور بقوميتها والدفاع عنها ومن ثم قادت الحركات الوطنية عبر تلك الفترة لتعكس كفاح شعب مناضل من أجل الحرية والكرامة لأرضهم وهوايتهم.
وبالتالي كانت هذه الدراسات بمثابة المرآة لأجيالنا في الحاضر والمستقبل التي تعكس تاريخ بلادهم بموضوعية تمشيا مع الأدلة التاريخية، لتسجيل صفحات مجد وافتخار عن دور مصر في اثراء التاريخ علي مر العصور وهذاما يقع علي عاتق المؤرخين والباحثين المتخصصين في هذا المجال من أجل التوعية المستمرة لجيل اليوم والغد بتاريخ بلادهم الوطني والقومي علي السواء.