أصدرت دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع كتابين للكاتب عبدالغني سعيد، الأول بعنوان: الإنكار لتفاوت المعيار والذي يتناول قضية الإختلاف بين الخلق وأصناف الناس (أهل الحكمة، أهل الجدل، أهل الوعظ) كما يتحدث فيه عن خطورة تجسيد الأفكار في المجتمع وعن مفهوم العدل وضرورته، وتربية الوالد لولده .. أما الكتاب الثاني فهو بعنوان: العبارات الرائقة والإشارات الفائقة وهو عبارة عن مجموعة من العبارات القصيرة الوجيزة تجري مجرى الحكمة والأمثال. وكان قد صدر له مُسبقاً عن نفس الدار ديوان شعر بعنوان: التِبر المسبوك.
يتناول كتاب الإنكار لتفاوت المعيار بشكل أساسى قضية مهمة وهي زيادة الإختلاف وقلة الإيلاف بين الخلق نظراً لإختلاف الآهواء وتعارض الآراء. وقد حكم الله -سبحانه وتعالى- على عباده بالإختلاف منذُ الأزل بقوله تعالى"وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" فجعل الإختلاف بينهم حتمياً. والإختلاف هو محور الإتزان، وهو رحمةً من الله بعباده، ولولا الإختلاف والتفاوت بين الخلق لفسدت الأرض؛ فالرأى الفرد ربما زل .. والعقل الفرد ربما ضل. كما يُناقش الكتاب أصناف الناس الثلاثة ( أهل الحكمة، وأهل الموعظة، وأهل الجدل) والدور الذى ينبغي على كل صنف منهم القيام به في مجتمعه حتى تستقيم الأمور ويقل إضطراب الجمهور. ثم يتعرض الكتاب بعد ذلك لعدة أمور منها: خطورة تجسيد الأفكار في المجتمع وآثر ذلك في زيادة السخف والهَزَلَ وتهميش العِلم والعقل. كما يتعرض الكتاب لمفهوم العدل وضرورته لإستمرار الحاكم وإرضاء المحكوم. ثم يُختم الكتاب بكيفية تربية الوالد لولده وبيان أثر التربية السليمة في تبديل الأمور وتغيير الدُهُور.
العبارات الرائقة والإشارات الفائقة عبارة عن مجموعة من العبارات والإشارات القصيرة التي تحوي بداخلها الكثير من التجارب الطويلة. هذه العبارات تجري مجرى الحكمة والأمثال. وقد حرص عند كتابته على أن يكون أغلب كلامه موزون، طويل المعنى، قليل اللفظ لأنه يري أنه كلما قل اللفظ تيسر الفهم والحفظ.