المرأة والصحة
يف تؤثر انحيازاتنا الإدراكية على خياراتنا الغذائية؟
غاده منصوربتداءًا من قرارك ما الذي سترتديه اليوم مرورًا بماذا يجب عليك أنْ تأكله من طعام، إلى أيّ قرارٍ أو خطوةٍ أخرى عليك أخذها في مختلف مسارات حياتك، يخضع دماغك لعددٍ كبيرٍ من العوائق المتستّرة والمضمرة التي يمكن لها أنْ تؤثّر على سلوكيّاتك وتصرّفاتك وقراراتك، بحيث تعطّل مسارك أو تمنعك من اتخاذ القرار الأفضل لمصلحتك على الرغم من أيّ شيءٍ آخر يحيط بك.
فعلى الرغم من أنّنا نعتقد أنّ القرارات التي نقوم باتخاذها تكون بالعادة مبنيةً على المنطق والعقلانية، إلا أنّها غالبًا ما تكون عرضةً لجملة كبيرة من الأخطاء المعرفية والتحيّزات الفكرية التي تخضع لها عقولنا بشكلٍ لا واعٍ ولا إراديّ، وهو ما يُعرف في علم النفس بمصطلح التحيّز المعرفي "Cognitive Bias" أو الإدراكي، وهو عيبٌ في التفكير يحدث لأسباب عديدة فيقودنا لاتخاذ قرارات مغلوطة أو غير صحيحة.
وحين يتعلّق الأمر بخياراتنا الغذائية والصحية، يقع دماغنا أيضًا ضحيةً لعددٍ من تلك التحيّزات أو الانحيازات التي نعتادها على المدى الطويل فتصبح جزءًا لا يتجزأ من أنماط حياتنا وسلوكيّاتنا وتصرّفاتنا دون أنْ نعلم أنّها قد تؤذينا لاحقًا، أو دون علمنا حتّى بقدرتنا على تغييرها والتعامل معها بشكلٍ أفضل بمجرّد وعينا وإدراكنا لها ولكيفية حدوثها.
الانحياز التأكيدي: لماذا يصعب علينا تغيير خياراتنا الغذائية؟
يُخبرنا الانحياز التأكيدي "confirmation bias" أنّنا نميل بشكلٍ طبيعيّ للبحث عن المعلومات والأفكار التي تؤكّد لنا أنّ ما نعتقد أو نقوم به هو صحيحٌ بالفعل، أي تلك المعلومات التي تدعم أفكارنا المتواجدة لدينا من قبل. كما أنّنا في الوقت نفسه نميل إلى تجاهل المعلومات التي تتحدى وتعارض معتقداتنا وأفكارنا القائمة.
هذا هو السبب الذي يجعلنا نعطي في كثير من الأحيان مصداقية أكبر للقصص الإخبارية التي تدعم الأشياء التي نؤمن بها بينما نستخفّ أو ندحض القصص والأخبار التي تتعارض مع آرائنا حول العالم. وبمجرد تشكيلنا لوجهة نظر معيّنة، فإنّنا نحتفظ بالمعلومات التي تدعم وتؤكّد تلك الوجهة مع تجاهل أو رفض أي معلومات أخرى قد تشكّك فيها.