شرفني حزب الخضر المصري بالتكريم ضمن 100 شخصية مهتمة بشؤون البيئة، مطلع فبراير 2021، حيث أعلن الحزب خلال الاحتفالية عن اطلاقه صالونا ثقافيا خاصا بشؤون البيئة يستهدف التوعية بالمخاطر المتوقعة من التغيرات المناخية، ومما تعانية مصر من مشكلات بيئية.

والواقع أن التغيرات المناخية لم تعد نظريات علمية لها مؤيدين ومعارضين حول العالم، بل أصبحت حقيقة ملموسة نعيشها اليوم، فلأول مرة في تاريخ مصر الحديث تتساقط الثلوج في منطقة سيدي براني غرب البلاد، حاملة معها انذارا بتغير مواعيد زراعة المحاصيل حيث يتوقع أن يتحرك حزام المناخ من جنوب مصر الي شمالها .

يضاف الي ذلك الآثار البيئية المتوقعة من انتقال الكثافة السكانية من 5% بالوادي القديم ودلتاه الي 14% من مساحة مصر، حسب الخطة القومية لتطوير البلاد،التي تستهدف استكمال انشاء أربعة عشر مدينة جديدة، قادرة علي استيعاب نحو اربعة عشرة مليون نسمة، وينتظر أن تتزايد الي 40 مليون نسمة خلال العقود الأربعة القادمة.

ومع البدء في تنفيذ قطار السويس العلمين لربط البحرين الأحمر بالأبيض،وقطار الصعيد السريع الذي يصل مدينة 6 أكتوبر باسوان في اربعة ساعات، واستكمال انشاء ميناء جرجوب الجديد بمدينة النجيلة علي بعد 70كيلو متر غرب مطروح، بما يسمح بوضع الميناء ضمن خريطة التجارة العالمية نظرا لقربه دون باقي الموانئ المصرية من موانيء أوروبا.

نجد أنفسنا أمام مشروعات مبشرة بإحداث طفرة مجتمعية في تنمية الصادرات للخارج والانفتاح علي العالم، غير أن التحدي الأكبر يظل في مدي قدرة المجتمع المصري علي الاحتفاظ بالبيئة نظيفة وخالية من أي ملوثات، حتي نحظي باحترام العالم، فلازال التوسع في معدل زراعة الاشجار غير قادر علي تنظيف الهواء من عوادم المصانع والسيارات.

يضاف الي ذلك سلبية المجتمع تجاه البيئة، فلازال هناك 247 منشأة صناعية تلقي بصرفها الصحي في النيل وفروعه، ولابد من تغيير ثقافة وسلوك كل انسان تجاه البيئة، الأمر الذي يتطلب جهدا أكبر لمنظمات المجتمع المدني ، بتوعية الأطفال بجحم هذه التحديات.

وحسنا فعل اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية حين أطلق مشروع الفصل الأخضر بإحدي المدارس بالقناطر الخيرية، الذي مولته السفارة السويدية بمصر، ويستهدف المشروع زراعة سطح أحد الفصول بأنواع مختلفة من الصبار، لعدم احتياجه مياه كثيرة حتى لا يؤثر على أسطح الفصول المقام فوقها.

لتعليم الأطفال كيفية الاهتمام بنظافة وجمال البيئة، حتي يمتلكون الحس المرهف والاهتمام ببعضهم البعض، وهي المبادرة التي تحاول بجدية تدريب العقول على التفكير لاسيما وأن البيئة النظيفة تساعد على الأبتكار، و أن زراعة شجرة تنتج بيئة صحية بما تضخه في الهواء من الأكسجين .

يحتاج المجتمع لحملات مماثلة تستهدف مختلف الأعمار السنية لكل فئات المجتمع ، للحفاظ علي بيئتنا من التلوث، ومن هذه المشروعات التي تحظي بالاحترام مشروع اتحاد طلاب جامعة اسيوط الذي استهدف زراعة شجر الجاتروفا علي مياه الصرف الصحي.

لتنظيف البيئة من المياه الراكده وانتاج زيت الجاتروفا الذي يمكن الاعتماد عليه كبديل للبترول، وتضمنت الفكرة تدريب طلاب كلية الزراعة علي انتاج الشتلات، وتدريب الفلاحين علي طريقة زراعتها مع توقيع برتكول مع منظمات المجتمع المدني لتسويق الشتلات والزيت المنتج.

أفكار كثيرة تحتاج لوعاء فكري يجمعها لمواجهة التحديات البيئية المتعددة من تلوث وتدوير المخلفات، نتمني أن ينجح الصالون الثقافي في تجميعها، لإحداث طفرة مجتمعية لمواجهة التحديات المتلاحقة لتلوث البيئة .