مقالات
الإسراء والمعراج
حنفي موسيأيام قليلة تفصلنا عن ذكري الإسراء والمعراج التي أسري خلالها برسول الله من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي، ثم عرج به الي السماء السابعة سمع خلالها صريف الأقلام، التي يكتب بها القضاء والقدر، فحتي كلمه ربه باأنه فرض عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم لم يزل يسأل الرسول ربه التخفيف، حتى جعلها سبحانه خمسًا في العمل وخمسون في الثواب فضلًا منه وإحسانًا.
جاءت منحة الله لرسوله بالإسراء والمعراج عقب حزن عظيم داهم قلبه، بوفاة زوجته وسنده خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب، في توقيت واحد لم يفصل بينهما سوي أيام قليلة، لتفرج عنه همه وكربه.
كما جاءت محنة امتحن الله بها صدق إيمان من أسلموا حيث صدقه أصحاب الإيمان الصادق فيما كفر به ضعاف الإيمان، تأثرا بأقوال كفار قريش، فقد كان من المستحيل عليهم، التصديق بان الرسول قطع المسافة بين مكه والقدس ذهابا وعودة، في ليلة واحدةوهم يضربون بطون الابل شهرا كاملا لقطع هذه المسافة.
لقد كان الإسراء والمعراج أحد معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين، لا سيما بعد أن جاءه صديقه أبو بكر الصديق قائلا له أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال نعم، قال يا نبي الله فصفه لي ، فإني قد جئته من قبل، فقال رسول الله فرفع الله لي بيت المقدس حتى نظرت إليه فجعلت أصفه لأبي بكر وهو يقول صدقت، فلما انتهيت قال أشهد أنك رسول الله.
ولا شك أن احتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، أما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوال فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.