مقالات
أزمة الزراعة في افريقيا
محمد عبد المنصفتستحوذ أفريقيا علي نحو 930 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، تعادل 60% من الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم، لا تستزرع منها سوي 50%، كما تستحوذ علي 80% من الأيدي العاملة في الزراعة عالميا، الا أن فاتورة استيراد الغذاء تقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا.
فيما يعاني 224 مليون نسمة من نقص الغذاء، ويعيش 37% من السكان تحت مستوي خط الفقرن ، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول السر في ذلك، والذي اعتقد أنه ينحصر في سببين الأول ضعف كفاءة خريجي كليات الزراعة، وكذلك التعليم الفني الزراعي، لأن المناهج الدراسية فيهما تظل دون تطويرلأكثر من عشرة أوعشرين سنة.
فكيف لهذا الخريج ان يجاري التطورات العالمية حيث يعتمد العالم المتقدم علي الذكاء الاصطناعي في ادارة المزارع، وخدمات ما بعد حصاد المحصول، لتقليل الفاقد من المحصول والاحتفاظ به علي أعلي جودة ممكنه، كما يستخدم المنصات الالكترونية في توعية المزارعين بما يجب ان يفعلوه مع تغيرات المناخ التي أصبحت واقعا نعيشه، الي الحد أنهم يرسلون نشره شبه يومية بالتقلبات المناخية المتوقعة ومدي تاثيرها علي الزراعات المختلفة.
أما السبب الثاني فيراجع الي ضعف الاستثمارات الموجهة لتنمية القطاع،التي تقدر في بعض الدول بنحو 3.5%، اضافة الي ضعف كفاءة البنية الأساسية حيث يعتمد الافارقة في ري 93% من هذه الأراضي علي مياه الأمطار، لذلك فهم في حاجة لبرنامج طموح للتحول الي الري المنتظم والحديث وادخال طرق الري التكميلي لزيادة انتاجية الأراضي.
يضاف الي ذلك الزيادة السكانية حيث يقدر تعداد السكان بنحو 1.3مليار نسمة، يتوقع أن يصل عددهم الي 2.4مليار نسمة بحلول عام 2050،فلاعجب اذن أن يحتل سكان افريقيا 14%من سكان العالم بينما لايساهمون باكثر من 3% من الناتج الاجمالي العالمي، أمور تحتاج لثورة زراعية لمضاعفة الانتاجية من وحدة المساحة.