مقالات
القمامة ثروة مهدرة
محمد عبد المنصفيقدر عدد العاملين في مهنة جمع القمامة بالقاهرة وحدها بنحو مليون مواطن، ومع ذلك لازلنا نعاني من انتشارها في الشوارع، حيث تقدر حجم الخلفات الصلبة "الزجاج، الكارتون، البلاستيك، الألومنيوم، الكانز، زجاجات المياه المعدنية، الملابس القديمة"،في العاصمة بنحو 8 آلاف طن يباع الواحد بثلاثة آلاف جنيه.
والواقع أن هناك فقدان ثقة بين وزارة البيئة وجامعي القمامة، بعد فشل العديد من التجارب،مثل أكشاك "بيع زبالتك" ومبادرة إنشاء شركة قابضة، تجمع شركات العاملة في مجال جمع الزبالة، الا انه اتضح فيما بعد انها لا تعدو ان تكون مجرد "فرقعة إعلامية"، لعدم وجود تواصل مستمر بين ممثلي الزبالين مع الوزارة.
وكثيرا ما عرضت شركات عالمية علي مصر انتاج الكهرباء من القمامة الا انها ظلت مجرد حبرا علي ورق، لاسباب غير معلومة، وحتي عندما روج الاعلام لفكرة فصل الزبالة داخل المنازل الي صلبة، وعضوية،وغير قابلة للتدوير فشلت المحاولة لعدم ايمان الناس بالفكرة.
ولازالت القمامة تمثل مصدرا كبيرا لقلق المسؤلين ومرض المواطنين، لعدم تلاقي الافكار وربما كان لغياب دور الاعلام دور اساسي في المشكلة بعد توقف البرامج الثقافية التي تربت عليها أجيال السبعينيات ، أمثال العلم والايمان للدكتور مصطفي ، وعالم البحار للدكتور حامد جوهر، وعالم الحيوان لمحمود سلطان.
أما شركات جمع القمامة فتعرف جيدا كيف تحقق مكاسبا خيالية من تلك المهنة، اما جامع القمامة نفسه فله الله ، ولولا ما تجود عليه بعض الشقق من اموال لتحول الي شحات يتسول قوت يومه من الناس، رغم ما يبذله من جهد وعرق طول اليوم .
واطلقت وزارة البيئة الحملة الإعلامية " جميلة يامصر " شهر مارس الماضي لتعريف المواطنين بمنظومة المخلفات الصلبة البلدية الجديدة وما انشأته الدولة من محطات وسيطة ومصانع تدوير قمامة ومدافن صحية على مستوى محافظات الجمهورية .
غير أن اثرها لازال غير ملموس بين فئات المجتمع المختلفة.