لغتنا العربية.. الي أين؟!

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
الشهابي:يشيد بقرار الرئيس برفع عدد من المدرحين علي قوائم الإرهاب عبر النيابة العامة محافظ مطروح يفتتح ورشة عمل عن الخطر السيبراني وزير الري: يوجه بالإستفادة من املاك الوزارة يتماشى مع التوجهات العامة للدولة جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

لغتنا العربية.. الي أين؟!

محمد عبد المنصف
محمد عبد المنصف

لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان الأقدمون يملكونها، ولنا أن نضيف إليها من نحتاج إليه من الفاظ لم تكن مستخدمة من قبل " مقولة اشتهر بها عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين، الذي أسس لمدرسة تيسير النطق باللغة العربية عقب عودته من جامعة السوربون بباريس عام الف وتسعمائة وخمسة وعشرين، علي اعتبار ان التعليم كالماء والهواء ينبغي أن يكون ميسرا لكل انسان مهما ضعف وضعه العلمي أو الإجتماعي.

فيما كانت مدرسة اللغة العتيقة التي يتزعمها عباس محمود العقاد، هي صاحبة السيادة في ذلك الوقت الذي اشتهر منها عدد كبيرا من كتاب الأدب كمصطفي لطفي المنفلوطي ومصطفي صادق الرافعي ، وغيرهم من الذين كانوا يؤمنون بان الأدب والثقافة ينبغي ان تكون لغة الخاصة لا العامة، ومن ثم فلا أدب اذا لم يكن هناك روعة في الأداء وجزالة في العبارة اللغوية، وقوة في الرسالة التي يحملها اي محتوي أدبي كان ام علمي.

وبين هذا وذاك صارت الأمور طوال النصف الأول من القرن العشرين، الي أن قامت ثورة يوليو عام الف وتسعمائة واثنين وخمسين، فتبنت مجانية التعليم من المرحلة الابتدائية وحتي الجامعية، بل انها فتحت باب الدراسات العليا مفتوحا لكل من أراد الي ذلك سبيلا، وهنا تراجع بنيان اللغة العربية بين أهلها، وطغت عليها اللغات الأجنبية ذلك ان خريجي الجامعات لم يكونوا مزودين بتحصينات لغوية تمكنهم من مواجهة الغزو الثقافي الذي أوشك أن يهلك معه الحرث والنسل.

ولم يخطي شاعر النيل حافظ ابراهيم حين وصف لغتنا العربية بقوله

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ××× وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ××× وتنسيق أسماء المخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ××× فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ××× ومنكم وإن عز الدواء أساتي

فاللغة التي كانت القادرة علي تحمل كل معان القرآن الكريم، قادرة بل شك علي استيعاب العلوم الحديثة من طب وفلك وهندسة وزراعة وخلافه، غير أن شبابنا يجهلون منها اكثر مما يعرفون عنها وما أظن أن أغلب اساتذة الجامعات قادرين علي القاء محاضراتهم باللغة العربية دون ان يلحنوا في قواعد اللغة الأصيلة.

يحضرني في ذلك المنهج الذي كان يتبعه بعض أهالي مدينة شنقيط احدي مدن دولة موريتانيا، في تعليم أولادهم حيث كانوا يحرصون علي تحفيظهم القرآن الكريم قبل سن البلوغ، ثم تحفظيهم المعلقات الشعرية السبعة، حتي يكبر الولد وقد تمكن من مفردات اللغة التي غابت عن كثير من اساتذة جامعاتنا بحيث لم يعودوا قادرون علي استيعابها أو التحدث بها في منتدياتهم.

الغريب في الأمر أن المسلسلات الناطقة باللغة العربية الفصحي قد تورات تماما من علي شاشات التليفزيونات العربية، بحيث لم يعد هناك أي باب مفتوح لتعلم مفردات اللغة والتعود عليها، وآية ذلك أن نقاد الأدب اللغوي قد تواروا في ايامنا هذه بعد أن غاب عنهم قراءهم، فلم يعد لمنتجهم سوق في زمن عز فيه العلم وطغت عليه العاميه، التي لم ولن تصنع حضاره، ولن تكون قادرة بأي حال من الأحوال علي مواجهة اللغات الأجنبية ونحن ننقض بمعول الهدم لغتنا العربية حجرا حجرا.

وللحديث بقية



Italian Trulli