اقتصاد
جولد بيليون: أسواق الذهب تنتظر بيانات مبيعات التجزئة في أمريكا
وكالاتارتفعت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء واستقرت في نطاق محدد منذ نهاية الأسبوع الماضي، يأتي هذا الارتفاع على حساب ضعف الدولار الأمريكي، الذي يتداول بالقرب من أدنى مستوياته منذ أكثر من عام، ويُتوقع أن تُعلن الأسواق اليوم بيانات مبيعات التجزئة من الولايات المتحدة، والتي ستُستخدم لقياس تأثير سياسة التشديد النقدي للبنك الفيدرالي على أداء المستهلكين.
يتداول سعر الذهب الفوري حاليًا عند مستوى 1962 دولار للأونصة، مع ارتفاع بنسبة 0.4% منذ بداية جلسة اليوم، بحسب تقرير جولد بيليون، ومن الملاحظ أن التداولات تحدَّ من مستوى المقاومة عند 1965 دولار للأونصة.
واستطاع الذهب خلال آخر 4 جلسات تداول أن يستقر فوق المستوى 1950 دولار للأونصة ليكون منطقة دعم استعداداً لاستكمال الصعود، ولكنه يواجه حالياً منطقة مقاومة بداية من المستوى 1965 دولار للأونصة.
الزخم الإيجابي لارتفاع أسعار الذهب يأتي من جانب ضعف الدولار الأمريكي الذي يجعل الذهب أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، حيث يستمر الضغط السلبي على الدولار بسبب التوقعات باقتراب انتهاء دورة رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات خلال جلسة اليوم بنسبة 0.1% واقترب من أدنى مستوياته في 15 شهر، حيث يستمر الضغط السلبي على الدولار منذ بيانات التضخم الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي وأظهرت استجابة التضخم لعمليات التشديد النقدي ورفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، وفق تحليل جولد بيليون.
التسعير الحالي في الأسواق يشير إلى احتمال أن يقوم البنك الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع القادم، وأن يتوقف بعدها عن رفع الفائدة لفترة طويلة من الوقت ويكون بهذا أنهى دورة رفع أسعار الفائدة.
هذا السيناريو يعد إيجابي بشكل كبير بالنسبة لأسعار الذهب كون عمليات رفع الفائدة تسحب الاستثمارات من أسواق الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقابل أسواق السندات التي تنتعش كونها توفر عائد يرتفع بارتفاع أسعار الفائدة، لكن حتى الآن لا يوجد ما يؤكد هذا السيناريو من قبل البنك الفيدرالي، ولهذا قد نشهد حالة ترقب في الأسواق بشكل كبير حتى اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع القادم لمعرفة الخطوة القادمة للبنك بعد رفع الفائدة في اجتماعه القادم.
فهل سيتوقف البنك بالفعل عن التشديد النقدي ورفع الفائدة استجابة لتراجع أداء قطاع العمالة وبيانات التضخم وفقاً للبيانات الأخيرة، أم سيرى البنك أن الاقتصاد في حاجة لرفع آخر في الفائدة لضمان هبوط معدلات التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%، في وقت لم تسعر الأسواق رفع ثاني للفائدة خلال النصف الثاني من العام، وفي حالة تمسك الفيدرالي بهذا قد نشهد تأثير سلبي على أسعار الفائدة وعودة لتعافي في مستويات الدولار الأمريكي.
أيضاً بدأت الأسواق تهتم الفترة الحالية بتوقعات الركود الاقتصادي للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، ويرى الأغلبية أن الاقتصاد الأمريكي سيتجنب الركود وسيشهد هبوط معتدل وحتى الآن يجد هذا السيناريو الدعم من البيانات الاقتصادية الخاصة بالنمو والإنفاق من قبل المستهلكين.
يذكر أن الركود الاقتصادي يعد حافز إيجابي كبير لأسعار الذهب الذي يلعب وقتها دور الملاذ الآمن، فالذهب حالياً عالق بين توقعات الركود الاقتصادي وتوقعات انتهاء التشديد النقدي، وتنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر يونيو، وهو المؤشر الذي يعبر عن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر بنسبة 0.5% على المستوى الشهري مقارنة مع ارتفاع سابق بنسبة 0.3%.