مقالات
نساء عظيمات ظلمهن التاريخ..عائشة التيمورية
د.فايزة ملوك
يزخر القرن العشرين بنساء ساهمن في صنع النهضة المصرية، وأثبتن وجودهن فى مهن كانت مخصصة للرجال فقط في العصور التي نشأن وتربين خلالها، فكانوا بحق نساء يفخر بهن التاريخ المصرى لأهن رفعن مصر عاليا، ومنهن من غيرت تاريخ هذا البلد بحكم تأثيرهن في مختلف جوانب، الحياة السياسية والإجتماعية بكل صورها رغم تهميش المجتمع لهن.
ولما كان من المستحيل حصر كل امرأة عظيمه أثرت في حياه مصر والمصريين، فانني أتذكر منهن مجموعة من العظيمات اتحدث عنهن في سلسلة من المقالات، وبخاصة اولئك الذين ساعدن فى صناعه تاريخ مصر وحاضرها، ليظل كفاحهن نبراسا لنا يضئ الطريق أمامنا ونحن نضع مستقبل هذا البلد
عائشه تيمور 1804-1902 شاعرة واديبة
هي عائشه عصمت ابنه إسماعيل باشا ابن محمد كاشف تيمور رئيس القلم الأفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديو إسماعيل
بما يعادل منصب وزير الخارجية حاليا، وولدت في أحد أحياء الدرب الأحمر، بدرب السعادة بالقاهرة، حين كانت هذه المنطقة مقرا للطبقة الارستقراطية، فوالدتها ماهتاب هانم شركسية الأصل تنتمي للطبقة الأرستقراطية كونها أخت الكاتب احمد تيمور من الأب ،وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور والكاتب القصصي تيمورمحمود تيمور.
لذلك ساهمت بيئتها التي تربت بها في الإطلاع علي كتب الأدب فاهتمت بدراسة، علوم الشعر وفنونه علي يد كل من الأديبتين فاطمة الأزهرية ،وستيته الطبالوية حتي تفوقت عليهن ،كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية.
من أهم مؤلفاتها
عددا من المقالات التي عارضت فيها آراء قاسم آمين نشرت في جريدتي الأداب والمؤيد، هاجمت فيها دعوته للسفور وخلع الحجاب ،كما كان لها السبق عنه في تحسين أحوال المرأة والنهوض بها، وكتاب "مرآه التأمل في الأمور" دعت فيه الرجال إلي الأخذ بحقهم من الزعامة، والقوامة علي المرأة دون تفريط في واجبهم نحو المرأة من الرعاية والتكريم
وألفت كتابا يضم مجموعة من القصص باسم "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال، غير انها عندما فقدت ابنتها الوحيدة توحيدة أصيبت بحاله حزن دائم وبكاء لا ينقطع أثرت على مشوارها الثقافي الذي جاء منحصرا في عدد من القصائد، التي تصور الأمومة الملهوفة وأحاسيس الحنان والحرمان جمعتها في ديوان، عرف باسم "حلبه الطراز" حتي توفيت في عام 1902 .
وللحديث بقية
د.فايزة ملوك
رئيس قسم التاريخ بكلية آداب دمنهور