فن وثقافة
كولاني و أربيلي.. ثنائي فني يدهش جمهور القاهرة بالدبكة الكردية وأغاني التراث
خالد الشربيني
شهدت القاهرة خلال السنوات الأخيرة تنظيم عدة فعاليات فنية وثقافية كردية نظمها مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة بهدف تعزيز التبادل الفني والثقافي بين أربيل والقاهرة، وتستهدف التعريف بالفن الكردي والتقارب بين الثقافتين من خلال الفنون والموسيقى بالأخص.
وتنظم فعاليات سنوية أبرزها عيد الصحافة الكردية التي نشأت في مصر، وعيد نوروز وهو رأس السنة الكردية، وكذا عيد تأسيس الحزب ويوافق ميلاد زعيمه مسعود بارزاني الذي يحرص على تعزيز العلاقات الكردية العربية، والمصرية بالأخص من خلال نشاطات مكتب الحزب بالقاهرة ومسؤوله شيركو حبيب.
وترتبط القاهرة وأربيل بعلاقات تاريخية منذ إصدار صحيفة كردستان في دار الهلال عام 1898 واستقبال الزعيم جمال عبد الناصر في 5 أكتوبر عام 1958 للزعيم الكردي مصطفى البارزاني، وتخصيص ساعات باللغة الكردية بإذاعة صوت العرب في القاهرة، واستقبال الرئيس الراحل حسني مبارك للزعيم مسعود بارزاني، حتى تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي للحقوق الدستورية الكردية في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ عام 2019 .
وتتواجد في مصر حاليا فرقة كولاني الكردية لإحياء حفل موسيقي، بحضور قائدها المطرب كريم كولاني والعازف فخر الدين أربيلي، وهي ثاني الفرق الكردية التي تحضر للقاهرة بحفلات مكتب الحزب ويتفاعل الجمهور المصري مع فنها وموسيقاها.
و كريم كولاني فنان كردي ولد في السليمانية وعاش قبل ثلاثة عقود في أربيل، حيث عمل ضمن فرقة نقابة عمال السليمانية التي أسسها عبد الرحيم رسول عازف الناي عام 1983 وكان مطربا بها، وهو من مواليد 1959 ، ثم أسس فرقة ثانية باسم خالد الكلثوم عازف الطمبول "فرقة خيام الموسيقية" 1987 ، وفي 1993 أسس فرقة موسيقية بقيادته ومعه 4 عازفين.
يقول كريم كولاني، الذي حضر للقاهرة لإحياء ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السابعة والسبعين وتواكب تاريخ ميلاد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، في حفل نظمه مكتب الحزب بالقاهرة، إن الدبكة الكردية العامل المشترك في تأسيس كل الفرق، وقد تأثر بأغاني الياس خضر و سعد الحلي و سعد البياتي و ناظم الغزالي و يوسف عمر وبعض التراث العراقي، موجها الشكر للسيد شيركو حبيب مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة عن دعوته لإحياء الحفل.
ويضيف كولاني، إن الفن المصري راق وإنه يعشق أم كلثوم وفريد الأطرش و العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقد قدم في ألمانيا والدنمارك وهولندا والسويد والنرويج والنمسا أكثر من 20 حفلا.
ويتابع كولاني، إنه تأثر بالفنان محمد صفائي بالعراق، وفي العام 1972 اكتشفه المعلم كمال كردي بمدرسة أزمر في السليمانية ليبدأ الغناء وقراءة الشعر، خاصة أبيات الشاعر قانا، ودخل التمثيل مع النشاط المدرسي.
وعن الفن الكردي يقول: أي فن يتأثر في مراحله المختلفة بالواقع ومتغيراته لينقل معاناة الشعوب أيضا، ومن خلال ارتباطنا بقضية شعبنا صرنا منذ 1993 معروفين في أربيل والعراق.
العازف فخر الدين أربيلي كان أول ظهور له عام 1989 مع مؤسس الفرقة الغربية التي ظهرت في أربيل منذ 1972 مع الفنان صلاح نجم الدين، ويشير "مرات كنت أعزف محترفا منذ 1991 ، و في 1994 صرت عضوا بفرقة آجين الكردية ، وبدأت العمل في 1997 بالمهرجانات مع كريم كولاني، وعملت عازفا لأغاني الأطفال مع المطرب صلاح محمد، العم عبدالله".
فخر الدين قام بإحياء حفلات في دبي وتركيا ودول مختلفة، وهو يعزف لمطربي 4 لغات، وتأثر بالموسيقى والتراث العراقي والتركي، والأقرب لقلبه من الموسيقيين العرب رياض السنباطي وبليغ حمدي وفريد الأطرش، وهو له عدد كبير من المقطوعات الموسيقية غناها بالأخص كريم كولاني، أشهرها "بارزاني بارزاني 1992".
رأيان لكريم وفخر الدين بشأن واقع ومستقبل الفن الكردي، الأول يؤكد سيكون للفن الكردي مستقبل إذا ابتعد عن المؤثرات التركية والفارسية حيث الألحان المستوردة وغنائها بالكردية وفقط، والثاني لفخر الدين يرى أن التجديد مهم دون التأثير على التراث الكردي. مؤكدين أن وزارة الثقافة في أربيل تدعم المواهب لكن الأزمات المالية تعطل مشروعات فنية مهمة في هذا الخصوص، كما أن نقابة الفنانين في كردستان يحتاج ظهور تأثيرها لجهود أكبر لأجل الرقي بمستوى المواهب من أعضائها وعددهم بالآلاف.
الفرقة زارت الأهرامات وقلعة صلاح الدين والمتحف المصري قبل ساعات، أعجب كولاني خلال جولته بمستوى الأمن والترحاب بالسائحين في الشارع المصري وحركة النهضة والتنمية التي تشهدها مصر، كما قدم تحياته لتواجد وغناء المطرب المصري أحمد جوهر بفقرة خاصة في الحفل، فيما أبدى فخر الدين اندهاشه من روعة وبساطة الأكلات الشعبية وأولها الكشري، لكنه حسب قوله بات عاشقا لوجبة الحمام المحشي على الطريقة المصرية.