على الرغم من مرور خمسين عاماً ، على حربنا المجيدة ضد الاحتلال الاسرائيلي هذه الحرب التي جاءت بعد تحديات كبيرة مرتبطه بنكس1967 بأبعادها المختلفة وآثارها السياسيه والاجتماعيه على الشعب المصري فتلك الحرب أعادت الينا أرض الفيروز وعادت معاه روح الانتصار والكرامه لكل الوطن العربي بأسره وأظهرت قوة وصلابه الجيش المصري العظيم بل أعطت دروساً للعالم في فنون الحرب والمعارك تدرس في الأكاديميات العسكريه الدوليه ،بُنيت على احترافيه عاليه في التخطيط الاستراتيجي في التنفيذ والقيادة .

ونحن الآن وبعد مرور خمسون عاماً نعيش حروبًا مختلفة حروب تسهدف العقول أولاً حروب تخرج عن نطاق الحروب النظاميه المتعارف عليها لحروب صارت كئيبة وأكثر عنفًا وأوسع تدميرًا وأسوأ أخلاقا ذات بنية قيم تتدهور بلا توقف، فالتكنولوجيا لم تعد مقتصرة على السلاح، لكنها اتسعت لتشمل أدوات أخرى لبث الرعب والأكاذيب لدى القوات المعادية والسكان، خلخلت الإطار الاستراتيجي السائد منذ قرون لممارسة فعل الحرب.

انها حروب الجيل الرابع 4Gwالذي تجاوز ملامح التحول النمطية والجوانب الإجرائية في قواعد ممارسة المعارك، فتقوم ترويع للسكان المدنيين تصل إلى حد الإبادة الجماعية ونشر الخراب في عموم الدولة أو في مناطق جغرافية محددة من خلال خلايا خفية مدربة، وتعتمد بقوة أيضًا على وسائل الأعلام المختلفة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني وكل سبل النفوذ والعمليات الاستخبارية وتقديم الدعم اللوجيستي، ولا يخلو الأمر من الإمداد بالسلاح والمال.

وتركز حروب الجيل الرابع فى جوهرها على الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والحرب النفسية التى تستثمر خصائص المجتمعات وتعمل على التأثير على تماسكها وتفجير التناقضات الكائنة بها بما فيها الخصائص والمشكلات العرقية، بما يحقق فى النهاية سقوط الدولة من الداخل.

لذا يجب علينا دائما توخي الحذرواستعادة روح ووعي أكتوبر وملامحها والاستفادة لتكون منهجاً حقيقاً في التعامل مع تحديات الوقت الراهن وللحفاظ على الأمن الوطني المصر..

وأخيراً تحيه اجلال منا لجيل العزة والكرامة

د.رضا فولي عثمان ثابت مدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان اكاديمية الجزيرة