مقالات
مأساة تشتت الأطفال في الدراسة
سيد الاكشر
كثير من الأطفال يعانون من عدم القدرة علي استيعاب الدروس داخل الفصول المكتظة بالتلاميذ، حيث يفقدون انتباههم بمجرد تواجد عدد كبير من الطلاب حولهم من كل جانب، الأمر الذي يتطلب جهدا اضافيا من المدرسة في توجيههم حتي ترتفع مهاراتهم في استيعاب الدروس.
فلابد من نقل هذاالتلميذ بعيداعن الأبواب والشبابيك داخل الفصل لتقليل تشتته الذهني وزيادة تركيزه، مع الحرص علي أن يجلس في الصفوف الأمامية، وقيام المعلم بتوجيه الأمر له بصورة مباشرة كأن يقول له " عليك احضار كراسة الواجب من الشنطة"، ومن الأفضل نقل الطالب لفصل بعد عدد قليل من التلاميذ.
يضاف الي ذلك دور الأبوين في المنزل وهم يتابعون ابنهم في المنزل، لتعزيز قدرته علي التركيز، بالاهتمام باعطاءه وقتا للراحة بين الحين والآخر لأنه يمل سريعا من المذاكرة، واعطائه أوامرا مباشرة بسيطة، مثل اختر الكلمة واكتبها، وأن يتجنبوا اصدار اوامر مبهمة او طويلة اليه.
من المهم كذلك ان نبتكر طرقا جديدة في اكتساب المعلومات كأن نجعله يتحرك أو يلعب أثناء مذاكرة المواد التي تحتاج الي الحفظ، بحيث يرددها أثناء اللعب، حتي لا يمل من المذاكرة، وأن يهتموا بتقسيم مهامه وواجباته إلى فقرات صغيرة وأوقات قليلة، لا متصلة، حتى لا يمل سريعا وفي نفس الوقت يتمكن من التحصيل الجيد للدروس.
ولست في حاجة هنا الي ان اذكر الآباء بخطورة استخدام القسوة أو الشدة مع هذه النوعية من الأبناء حتي يتمكنوا من التحصيل الجيد للدروس، لأن ذلك من شأنه أن يقلل من قدرتهم علي استيعاب المعلومات بصورة سلسلة.
ان المراحل الدراسية الأولي في حياة اي طفل هي التي تصنع له مستقبله العلمي والعملي علي السواء، فاذا اخطأنا الطريقة التي نتعامل بها معهم، خسرنا عنصرا فاعلا في المجتمع، وربما اضعنا مستقبل هذا الطفل، اذكر هناك علي سبيل المثال مخترع الكهرباء اديسون الذي قرأ يوم وفاة امه خطابا ارسلته مدرسته لها وهو طفل تقول لها فيه" ان ابنك غبي ونعتذر عن امكانية استكماله الدراسة معنا" فقالت الأم وهي تقرأ الرسالة والدموع منهمرة من عينيها لأبنها" اي بني ان المدرسة تقول عنك انك طفل ذكي اكثر من زملائك لذلك لن تستكمل الدراسة في هذه المدرسة.
ولنا ان نتخيل كيف كانت حياتنا اليوم لو لم يستكمل اديسون ذو الف اختراع دراسته، من المؤكد اننا كنا الآن نعيش علي لمبات الجاز القديمه فلولاه لما كان هناك مصابيح النور التي تملأ البيوت والشوارع علي السواء.. نداء لكل اب ومعلم لا تتعجلوا في الحكم علي اطفالكم فهم مستقبل الحياة.