مقالات
◾️◾️حكومة ” حرب إقتصادية”..!!
د.يسري الشرقاويمما لاشك فيه ان "العشر سنوات " الماضية فيها الكثير من الجهد وقوائم انجازات كبيرة جدا والشكر كل الشكر للقيادة السياسية ولكل من اجتهد من كبار المسؤولين ومن هم في موقع المسؤولية،، لكن !! لا أحد يستطيع إنكار "الحالة العامة الاقتصادية".. سواء لشركات القطاع الخاص "الزراعية" و "الصناعية" و"الخدمية" ، … أو التضخم وارتفاع الاسعار وعدم قدرة المواطن البسيط علي التحمل بلغت ذروتها.
لقد أخذ الجانب النظري و "الشو" الاعلامي بعض الملفات المهمة وافرغها من مضمونها، ولابد من تصويبات طفيفة شريطة ان يكون مشرط الجرّاح مُعَقْم وقلبه وحرفيته متميزان ، فالشعب العظيم الآن يترقب، وأغلب فئاته يتهامسون ويرددون "اسماء مطروحة" لقيادة حكومة المرحلة المقبلة .. بعد أن فقد المواطن أحلامه وبات يفكّر في استكمال يومه مستوراً.
في تصوري ان القضية ليست في الاسم والشخص المطروح مع كافة التقدير والاحترام للجميع.،، لأن زمن الأنبياء والمعجزات انتهي منذ قرون.. ولم يعد بالامكان ان نحلم ثم نفيق لنجد انفسنا امام اضغاث احلام ،،،القضية في المنظومة ، "الهيكلة الادارية" واللوائح واسلوب ادارة ٥ مليون من موظفي الدولة بشكل ونظام واداء مختلف يخفف العبء عن المواطن ويحترم انسانيته.
نطالب الرئيس بان يقود مشروعاً قومياً يقدم "هيكل اداري جديد" "ولوائح وقوانين" واضحة سهلة التطبيق تقضي علي الجزر المنعزلة وتؤمن بالثواب والعقاب وسرعة الفصل والانجاز.. نظام عمل لموظفي الحكومة يرتبط فيه الاجر بالانجاز،و يتم فيه محاسبة كل فرد عن حضوره وانصرافه وانجازه اليومي .
حريّة اختيار تكْفُل للوزير تغيير مقاعد ٢٠ مسئول علي الاقل منهم طاقم مكتبه ومساعدوه و وكلاء وزرائه بالمحافظات ومستشاروه ،، حتي لا تبتلعه "اسماك القرش"،المتجذرة في الصف الثاني والثالث في دولاب الحكومة ،، القضية في اختيار تنفيذيين جادين والغاء الكاميرات واللقطات والشو ،،وتغيير نظام العمل ليكون "ميداني ٣ ايام بالاسبوع".
في قلب الاسواق والمشاريع والطرق واسواق الجملة .. الخ،، زمن وزراء الاجتماعات ، والصور الفوتوغرافية والتغطية التليفزيونية والبيانات السوشالية يجب ان يتغير تماما..نعلم ان هناك "ازمة اقتصادية "و اي مرشح لقيادة الحكومة لن ياتي معه حقيبة بها ٥٠ مليار دولار ،، لكن نحتاج ان يكون قادرا علي مواجهة طوفان الفساد بقوة وعزيمة وعلي مدار الساعة.
يكون له هيبة القوة في الردع ،، يقود حكومة تُهذّب الرأسمالية المتوحشة باحتراف ، تقف علي بعدٍ منساوٍ من الصغير والكبير ، تساعد صغار التجار والمزارعين والصناع مساعدات حقيقية ،، قادر علي تحري الدقة في شكاوي المواطنين وتنفيذ الحلول ،وليس بالكم او الرقم المعلن بالملايين ، بينما حل مشاكل الناس فعليا سيكون هو افضل سفيرا للمصداقية.
نحتاج الي مجموعة اقتصادية متجانسة بعيداً عن النفسنه والمحسوبية وترشيحات اصحاب الثقة والمقربون بعيداً عن الكفاءات… القضية ليست فقط الاسلوب الجيد في وسائل عرض تقديمي في مؤتمرات وشاشات الميديا ،، بل يجب ان تنعكس هذه الارقام علي حال المواطن البسيط.. نحتاج الي من يكون قادر بحكومته ان يقف خلف الرئيس ويلتحم بالشعب في طبقاته الغائرة وليس مجتمع تجمعات الصفوة لان مصر كلها ليست هكذا.
لدينا رئيس لاينام من اجل مصر والمواطن وبحتاج رجال في حكومة انقاذ يعملان معاً علي اعادة ثقة الشارع الاستثماري والشارع العادي في الحكومة ….ويضع الجميع ايديهم مجتمعين متحدين للالتفاف حول مشاكلنا الابدية الاقتصادية لحلها حلاً جذرياً ولدينا في ذلك خطة استراتيجية كاملة تنقسم الي اهداف انقاذ قصيرة واهداف طويلة المدي حتي نعالج المرض ولا نكتفي بعلاج كعادتنا،، وحينذاك يمكن للمواطن ان يُكْمل حلمه بمكان جيد لعلاجه هو واسرته في اماكن صحية.
تحترمه وتقدره ادمياً دون عناء ومكان لابناءه في مدرسة نظامية بتكلفة في متناوله ، وانتهاء لكابوس الدروس الخصوصية، وقوائم الانتظار في الصحة والغذاء والدواء ،، من حق المصري الصامد المثابر الذي وقف خلف الرئيس السيسي بحب ان يحلم ويتحقق حلمه مهما كانت التحديات،، نحن في حرب عالمية اقتصادية نحتاج فيها ابطال ( حكومة حرب اقتصادية ).
بقلم :
د يسري الشرقاوي
مستشار الاستثمار الدولي وخبير التنمية الاقتصادية