العالم
انتخابات الرئاسة في أفغانستان.. «طالبان» تتوعد: بنكهة الدم
محمد عارفحالة من الترقب تسود الشارع الأفغانى في وقت بدأ فيه العد التنازلى للانتخابات الرئاسية المقررة غدا السبت، وسط مخاوف تفاقمها أحداث العنف والتفجيرات المتواترة بالبلاد.
وتُمثل حركة «طالبان» مُتغيرًا سياسيًّا مُهمًا في المشهد الأفغاني، فمنذ تبلورها على الساحة في منتصف التسعينيات، وتسعى جاهدة لاعتلاء حكم البلاد، وهو ما نالته خلال الفترة من ١٩٩٦ إلى ٢٠٠١ قبل أن تتهمها الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات ١١ سبتمبر، وتعلن الحرب ضدها.
وبعد السنوات الطويلة من الحرب، قررت الولايات المتحدة التفاوض مع الحركة لإنهاء الوجود العسكرى الأمريكى في البلاد، وهو ما تم تفسيره كخسارة أمريكية للحرب، ولكن الرئيس دونالد ترامب قرر في ٧ سبتمبر ٢٠١٩ إلغاء المفاوضات بشكل مفاجئ؛ معللًا ذلك بالهجمات الإرهابية المتعددة التى تنفذها الحركة خلال فترة المفاوضات ورفض الهدنة.
وبناء على الأوضاع الداخلية والخارجية، تسيطر الحركة على أجزاء كبيرة من البلاد وتنشر الإرهاب وتهدد بنسف جميع المعارضين، وعليه فإن موقف «طالبان» من الانتخابات يحدد بشكل كبير خريطة الدم خلال الفترة المقبلة وبالأخص مع توقف المفاوضات مع واشنطن.
في ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ أصدرت الحركة بيانًا حول الانتخابات نشره موقع «صوت الجهاد» التابع لطالبان؛ قائلة: إن العملية الانتخابية ما هى إلا تمثيلية مكتوبة السيناريو ويتولى إداراتها الحكومة الحالية التى تعتبر - من وجهة نظر الحركة - عميلة للجانب الأمريكي؛ مشيرة إلى الانتخابات البرلمانية التى أجريت العام الماضى التى تعتبرها أيضًا فضيحة شابها الغش والتزوير.
وأوضحت الحركة الإرهابية، أن الزعماء السياسيين بالبلاد ومنهم الرئيس أشرف غنى وغيرهم يكذبون على الشعب بادعائهم نزاهة الانتخابات، وهو من وجهة نظرهم لن يحدث، إضافة إلى أن الظرف السياسى الحالى لا يسمح بإجراء انتخابات عادلة.
واعتبرت الحركة أماكن الاقتراع والتجمعات الانتخابية أهدافًا عسكرية محذرة المواطنين من الوجود في محيطها، وحملت المخالفين مسئولية إزهاق أرواحهم، مؤكدة أنها لا تعترف بأى انتخابات في ظل وجود القوات العسكرية الأجنبية في البلاد، مطالبة المواطنين بمقاطعة الاقتراع وركزت على العاملين في المجال التعليمى بالبلاد.
فطبقًا لما يراه الدكتور حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وأستاذ العلوم السياسية، فإن طالبان لا تعترف بالديمقراطية أو الانتخابات كأدوات سياسية للحاكم، وتعتبر أن رأيها هو الأصح ولا تهتم بالرأى الآخر ولا تريد التحضر أو التقدم فهى مثال للرجعية وتقصى من لا يتبع أوامر حاكمها الذى ترى فيه الحاكم الأوحد، علاوة على ذلك، فإن المنهج الشرعى الذى تسير عليه طالبان إلى جانب المجموعات الإرهابية الأخرى يعتمد على تصدير نموذج خاص من الدين كأنها تحتكر أحكامه وشريعته.
وأكد أن طالبان سترفع من استهدافها للمقرات الانتخابية وهو ما حدث خلال الاستحقاق البرلمانى من أجل زيادة الضغط على الحكومة وواشنطن لإن فشل العملية الانتخابية يُعد انتصارًا سياسيًّا وأمنيًّا لها ويمثل إحراجًا للحكومة الحالية ويعرى قدراتها الأمنية أمام المجتمع الدولى.