صدر حديثاً كتاب "تسريبات الإخوان.. الخطاب الشعبوى للجماعة الإرهابية من عضوية مكتب الإرشاد إلي التجنيس الدولي" للدكتور حسام الضمراني الكاتب الصحفي والزميل بجريدة الدستور عن دار كنوز للنشر، وهو من إصدارات الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 55. ويرصد الكتاب ويحلل مجموعة الرسائل التي بثها الجزء الثالث من مسلسل "الإختيار" من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والذى أذيع في شهر رمضان الماضي؛ وهو من قصة هانى سرحان، ويعد من ابرز الأعمال الدرامية المصرية التي ساهمت على نحو كبير في إعادة ضبط الوعي الجمعي المصري وتنقيته من تشوهات خطاب جماعة الإخوان الإرهابية خاصة لما قدمه طوال ثلاثين حلقة من مقاطع الفيديو أصطلح علي تعريفها إعلاميا بـ"تسريبات الجماعة الإرهابية"؛ سلطت الضوء مرة ثانية علي ما حاكته الجماعة من روايات وسرديات تاريخية كان لها بلغ الأثر في صياغة الوعي الجمعي المصري طوال عقود إلا أنها تجّلت وتكشفت في ممارساتهم منذ توليهم السلطة عقب أحداث الحادي عشر من يناير 2011 وحتي إندلاع ثورة الثلاثين من يونيو 2023 وهو ما دفع ملايين المصريين للخروج عليهم في ثورة شعبية كانت بمثابة "الخلاص" بعد أن استعاد الشعب المصري وعيه الحضاري الذى تمثل في تنقية تشوهات خطاب الجماعة التاريخي التي حاولت التغلغل بأفكارها وأيديولوجاتها الخادعة لتجهز علي العقل المصري من كل صوب وحد عبر عقود. مجموعة الرسائل التي تضمنها "الإختيار 3" حللها الباحث في هذا الكتاب عّبر خمسة فصول هي :" الفصل الأول:هل سقطت ورقة التوت عن أكذوبة "البنيان المرصوص" ؟، الفصل الثانى: الإخوان والسلفيين.. الطريق الى الحاكمية مفترش بالخيانات، الفضل الثالث: لماذا يكره الإخوان الجيش ؟ ، الفصل الرابع: الإخوان والمعارضة.. "الكرسى" أولا وأخيراً، الفصل الخامس: الجماعة والقضاة والأقباط والإعلام..الخروج إلى النهار"؛ وفي كل فصل من فصول الكتاب دعمه مؤلفه بعدد من مقاطع الفيديو التي بثها "الإختيار 3" والتي فندت تشوهات خطاب تاريخي أسست له الإرهابية منذ تأسيسها في عام 1928 ومؤسسها حسن البنا؛ منها أكذوبة أن الجماعة كـ "البنان المرصوص" والتي روجت لها في إطار تأطيرها لقضية الشرعية التى سوقتها عبر إطار من المظلومية والإضطهاد من أجل دغدغة مشاعر الشعب المصرى بل والشعوب العربية لكسبهم على المستوى الشعبوى بعد أن لفظتهم النخب العربية مستغلين فى ذلك تدنى الاوضاع الاقتصادية من أجل النفاذ إلى عقول بل وبطون الشعوب التى عانت من تلك الظروف منذ منتصف السبعينات فى القرن الماضى منذ أن أنتهجت الدولة المصرية سياسات الانفتاح الاقتصادى والي أن نفض الشعب المصري تشوهاتهم من عقولهم في ثورة الثلاثين من يونيو. أما فى الفصل الثاني وهو بعنوان "الإخوان والسلفيين.. الطريق الى الحاكمية مفترش بالخيانات"، رصد مؤلف الكتاب من واقع ما جاء من مقاطع فيديو في المسلسل طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان والتيار السلفي فى مصر، والتي سوق لها من قبل التيارين كونها علاقة تاريخية تتفق فى كثيرمن مواقفها معاً وهو ما فندته مقاطع فيديو "الإختيار 3" لتكشف أبعاد خفية عنا تمثلت في أنه رغم أنهما أبناء فكر وتيار واحد، إلاأن المعارك بينهما لم ولن تنتهى؛ ولعل أبرزها عندما هاجم الدكتور ياسربرهامي نائب رئيس الدعوة السلفية جماعة الإخوان وقياداتها فى أعقاب الثلاثين من يونيو، مؤكدا أنهم يعيشون فى خداع كبير وأنهم خدعوا شبابهم فى اعتصام رابعة بتفكير وهمى وخيالي، وغيرها من التسريبات التي رصدها هذا الكتاب. وفي الفضل الثالث؛ وهو بعنوان " لماذا يكره الإخوان الجيش ؟"، يرصد الكتاب حالة العداء التاريخيى التى تضمرها الجماعة الإرهابية لقواتنا المسلحة المصرية؛ مستعرضاً لعدد من الدراسات والمؤلفات التي كشفت عن استهداف الجماعة لقواتنا المسلحة المصرية والذى يعود إلى سنة 1938 وترويجها عدد من الأكاذيب والإفتراءات التاريخية ضد المؤسسة الوطنية المصرية. أما في الفصل الرابع وهو بعنوان ": الإخوان والمعارضة.. "الكرسى" أولا وأخيراً"، رصد صراع جماعة الإخوان الإرهابية الذي طال الجميع؛ حتى القوى المعارضة في داخل مصر والتي لم تسلم من شرورها حتى تتمكن من استثأرها بالحكم لوحدها؛ وهو صراع يكشف عن حالة من التناقض عما تروجه أدبياتها من أن الحكم يقوم على الشورى؛ وهو ما يتعارض ويتناقض أيضاً مع اتجاهات الجماعة وخطابها الداعم لحركات المعارضة فى الخارج، وهو ما كشفه مسلسل" الإختيار 3" فى خمسة تسريبات عن موقف الجماعة من المعارضة المصرية فى الداخل. وفي الفصل الخامس والأخير؛ وهو بعنوان"الجماعة والقضاة والأقباط والإعلام الخروج إلى النهار"، يكشف حالة العداء الممنهج التى أتبعتها الجماعة فكرياً وعلى مستوى الممارسة من الفئات المجتمعية المذكورة؛حيث كشفت الوثائق المصورة بالمسلسل النقاب عن مدى الحقد والكراهية التاريخية التى تكنها الجماعة لهؤلاء.