الكركديه (Hibiscus sabdariffa) من اﻷعشاب الطبية المميزة برائحتها وطعمها المميز، والأجزاء المستخدمة منه هى السبلات الزهرية المجففة. و يعتبر الكركديه واحدًا من أكثر المشروبات الرمضانية الأساسية على مائدة الإفطار، والذي يقبل على تناوله الكثيرين كبارًا وصغارًا نظرًا لمذاقه المميز. إستخدمت بذور الكركديه والزهور والأوراق والسيقان لقرون طويلة، في الطعام والطب التقليدي، واليوم يستخدم في عدة وصفات مثل صنع المربى بنكهة الكركديه والجيلي والصلصات والعصائر الباردة.

المواد الفعالة بالكركديه:

تحتوي أزهار الكركديه على عدة مواد فعالة ومنها: جلوكيسيدات (الهيبيسين)، أملاح أكسلات الكالسيوم، مواد صبغية، مواد بروتينية، أحماض، فيتامينات وخاصة نسبة عالية من فيتامين C، زيت ثابت يستخرج من البذور بنسبة 15-17%. كما يحتوى الكركديه على أحماض عضوية مثل الماليك والطرطريك والستريك، كما يحتوى على مواد فينولية مثل الفلافونيدات (Flavonoids) ومادة الأنثوسيانين (Anthocyanin) وهى صبغة تكسب الزهرة اللون الأحمر خاصة فى الوسط الحامضى ويتغير لونها فى الوسط القلوى.

فوائد الكركديه الصحية للجسم:

هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن تدفع الشخص لتناول الكركديه، ولكن بشرط عدم إضافة كمية كبيرة من السكر إليه، وتشمل ما يلي:

يعزز صحة الجهاز الهضمى:

يمنع تناول الكركديه اﻹحساس بالعطش وهو مشروب منعش ومرطب ومسكن في الصيف إذا شرب باردا، ومدفئ إذا شرب في الشتاء ساخنا، يستعمل في معالجة حموضة المعدة، وإلتهابات اﻷمعاء الناتجة عن العفونة المعوية وذلك ﻹحتوائه على نسبة أحماض عالية، كما إنه منشط للهضّم، مدر للصفراء. كما قد يساعد شاي الكركديه في تحسين صحة الكبد، فقد أظهرت دراسة أجريت على حيوان الهامستر أن شاي الكركديه قد يساعد في تقليل علامات تليف الكبد، خاصة لمن يعانون من الكبد الدهني المصاحب عادة لزيادة الوزن، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالفشل الكبدي. و يعمل الكركديه كمدر طبيعي للبول، مما يساعد على إزالة الصوديوم من الجسم، مما يساهم في التبول الطبيعي وحركات الأمعاء.

خفض مستويات الكوليسترول:

كشفت إحدى الدراسات، إلى تأثيرات مضادات الأكسدة (Antioxidants) الموجودة في الكركديه والتي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول وضبط معدلات السكر في الدم. كما أظهرت دراسات أخرى أن الكركديه يزيد الكوليسترول الجيد (HDL)، ويخفض الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية.

فوائد الكركديه لضغط الدم:

في عدد من التجارب السريرية، تبين أن شرب شاي الكركديه يخفض ضغط الدم المرتفع لدى البشر لأنه مدر للبول، وأثبتت الأبحاث أن قدرة المواد الفلافونيدية وصبغة الأنثوسيانين بالكركديه قد ساعد على إدرار البول نتيجة خفض ضغط الدم المرتفع، ومع ذلك، فإن الكركديه يخفض ضغط الدم بشكل طفيف، ولا يمكن إستبداله بالأدوية لمن تم تشخيص إصابتهم بإرتفاع ضغط الدم. كما وجدت إحدى الدراسات الأخرى أن تناول 2 كوب من الكركديه على معدة فارغة لمدة شهر يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع بشكل واضح مقارنة بتناول الأدوية المخصصة لذلك. وقد نفت الأبحاث الحديثة اﻹعتقاد الخاطئ أن تحضير الكركديه على الساخن قد يرفع ضغط الدم، كما أكدت الأبحاث أن الخلاصة المائية للكركديه سواء على البارد أو الساخن كلاهما لهما تأثير خافض لضغط الدم المرتفع.

الوقاية من السرطان:

نبات الكركديه غني بمضادات الأكسدة، مثل بيتا كاروتين وفيتامين ج والأنثوسيانين، وتعمل مضادات الأكسدة على تدمير الجزيئات الضارة المعروفة بالجذور الحرة (Free radicles) داخل الجسم. تسبب الجذور الحرة ضررًا للخلايا التي تساهم في الإصابة بأمراض مثل السرطان وخاصة سرطان البروستاتا والمعدة والجلد والثدي، وكذلك الوقاية من أمراض القلب والسكري.

خفض الوزن:

يمكن أن يلعب الكركديه دورًا فى إنقاص الوزن، بفضل خصائصه المدرة للبول، مما قد يساعد في منع السمنة. ووجدت إحدى الدراسات أن إستهلاك مستخلص الكركديه لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى إنخفاض وزن الجسم وتقليل الدهون في البطن وإنخفاض مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، لكن هذه الدراسات إستخدمت مستخلص الكركديه، وهو شكل أكثر تركيزًا من مشروب الكركديه، لكن من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان شاي الكركديه ينتج نفس النتيجة.

مضاد للإلتهابات:

يحتوي شاي الكركديه على الكثير من مضادات الأكسدة والبوليفينول التي تعمل على حماية الجسم من الأمراض وتقليل الإلتهابات، كما يساهم فى خفض مخاطر التعرض للعدوى البكتيرية، ولا سيما الإلتهاب الرئوي وإلتهابات المسالك البولية. ولقد سجلت بعض الدراسات دورا مفيدا للكركديه كمضاد للإلتهابات، حيث يلعب الإلتهاب دورًا في تطور العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان والربو والألزهايمر وأمراض القلب وإلتهاب المفاصل الروماتويدي.

مضاد للميكروبات:

يحتوي الكركديه على مواد مطهرة ويقتل الميكروبات مما يجعله مفيدا في علاج الحميات، عدوى الميكروبات، السلالات البكتيرية وبالأخص باسيلس (Basillus)، اشرشيا كولاي (E. coli) وغيرها، باﻹضافة إلى بعض الطفيليات، فقد وُجد أن للكركديه تأثيرا كبيرا على إبادة كثير من سلالات الطفيليات والبكتيريا (ميكروب السل، كولاي) التي تصيب الكلى.

علاج نزلات البرد:

يساعد الكركديه في علاج نزلات البرد وعلاج الأنفلونزا، علاج الكحة ومفيد لأوجاع الصدر والربو وإرتفاع الحرارة نظرًا ﻹحتواءه على نسبة عالية من فيتامين C.

​​درجة أمان الكركديه:

تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) الكركديه آمنًا عند تناوله في الطعام. ومع ذلك، من الممكن أن يكون لدي الشخص رد فعل تحسسي تجاه بعض الأعشاب والنباتات، فإن في الجرعات العالية جدًا، قد يتسبب الكركديه في تلف الكبد.

محاذير تناول الكركديه:

الكركديه محظور إستخدامه للحوامل والمرضعات فقد تتسبب بعض المركبات الموجودة في شاي الكركديه في حدوث مضاعفات أثناء الحمل. ويمنع مرضى الضغط المنخفض من شرب الكركديه، لأنه سيزيد من إنخفاض ضغط الدم ونظرا لقدرته فى خفض ضغط الدم يفضل عدم تناول كميات كبيرة منه خاصة بعد السحور حتى لايتسبب فى هبوط فى ضغط الدم والكسل خلال فترة الصيام. كما يُمنع مرضى الكلى من إستخدامه حيث يحتوي على نسبة عالية من أملاح أكسلات الكالسيوم التي تسبب حصوات الكلى، لذلك لا ينصح بتخزين الكركديه المحضر أكثر من 24 ساعة حتى لا يحدث ترسيب لأملاح الأوكسالات مما يضر بالكلى.د.فاطمة