مقالات
نهي الرميس تكتب لـ بوابة عارف24 لماذا أوجد الله الشيطان
نهي الرميسيأحسن الله إلى العالم الفاضل د.أمان قحيف وتقبل اجتهاده الطيب فى مجال الدعوة ،وقد كتب منشورا قيما مفيدا يناقش فيه إحدى فكر الملحدين فرأيت نشره مع تعليقى عليه ربما يضيف الأصدقاء العلماء آراءً أخر فتعم الفائدة حيث يقول فيه :
لماذا أوجد الله الشيطان ؟
يتساءل بعض من يزعمون أنهم ملاحدة عن السبب في وجود الشيطان ويدعي بعضهم أن الله أراد إضلال الناس فخلق لهم الشيطان ليغويهم ويضلهم ! !
والحق أن الأمر يحتاج أن نوضح أن إبليس هو أب للشياطين جميعا .. ولابد أن نعي ما يلي :
أولًا : إبليس وجنوده ذكروا في مختلف الكتب السماوية وليس في القرآن الكريم فحسب ، فذكره لا يُنسب للإسلام دون الملل الأخرى .
ثانيًا : هو من الجن ﴿ إلا إبايس كان الجن ففسق عن أمر ربه ﴾ [الكهف ].. والجن مخير كالإنسان وليس مسيرًا كلالملائكة .
بالتالي فهو الذي اختار أن يكون كذلك برفضه للسجود لآدم ﴿ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ﴾.
فهو الذي عصى وتمرد ورفض تنفيذ أمر الله .. ولما سأله الله تعالى وهو أعلم بما يدور في نفسه كأنه يحذره من الكبر والتكبر : ﴿ لما لم تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴾ . فقد كان معجبًا ومزهوًا بنفسه .
ثالثًا : إبليس هو الذي حدد دوره واختار مسيرته ﴿ فبعزتك لأغوينهم أجمعين ﴾ . فهو مَن اختار أن يكون دوره إغواء مريديه ودفعهم إلى الشرور والضلالات .. والله لم يجبره على ذلك لأن له حرية الاختيار باعتباره من الجن والجن مخير كالإنسان .
رابعًا : لم يفرض الله على الناس العجز أمام إبليس وأعوانه ، بل إنه تعالى كشف النقاب عن ضعف كيدهم ﴿ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ .
وأنه ليس له سلطان أو اقتدار على الناس جميعا ﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين﴾ .. فمن اتبعوه هم مَن توافقت أهواؤهم مع رسالته ومالت نفوسهم إلى نزعته ، أما المؤمنين فهو أضعف من أن يغويهم وأقل من أن يسيطر عليهم . لذلك استثنى إبليس نفسه أهل الإخلاص من الغواية وأعلن هزيمته أمام ورعهم وأعلن انكساره أمام تقواهم ﴿ إلا عبادك منهم المُخلَصين ﴾ .
فالذين ساروا مع الشيطان وطغمته هم الذين أرادوا لأنفسهم هذا المسير تحللًا من التكاليف .. وميلًا مع الهوى .. وسيرًا خلف الأضاليل الفكرية المنتشرة بغزارة بين قليلي العلم والمتعجلين من أصحاب الأهواء . وهذه الضلالات إما وافدة علينا من الخارج أو نابعة من الداخل حيث تتولد في أذهان بعضنا ليل نهار خاصة في العصر الحديث .
د / أمان قحيف
وكان هذا تعليقنا على طيب كلماته:
أحسنت عالمنا الفاضل،تسعدنى طروحاتك التى تستثير العقل وتثرى الحوار ،وعليه فقد نرى: أن الله خلق إبليس لغواية ضعفاء الإيمان بالفعل كما يقول الملاحدة ،ولكن بقصد وفهم أعمق من فهمهم ،فنقول:
أليست الدنيا دار ابتلاء واختبار ،ألم يخبرنا الله تعالى بقوله: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة ).ويقول سبحانه:(يابنى آدم لايفتننكم الشيطان) ،أما والحال كذلك وقد أدركنا أن مهمتنا فى الحياة هى اجتياز الفتن وترويض النفس على الخير والإحسان فى القول والعمل وترك السيئات، فى طريق محفوف بالاختبارات يجلس منه الشيطان مجلس الغواية على جوانبه ،مع يقين المؤمن بضعف كيده كما أخبره ربه ، إذن فالحال واضحة ودور الشيطان محدد له سلفا، وكيده إحدى الفتن والاختبارات التى تصيب بنى آدم .
وقد نرى أن هذا أقرب للصواب ،وخاصة أن هناك آية تشكك فى فكرة أن الجن يتكافئون مع الإنسان فى صفة الاختيار،فضلا عن أن إبليس سقط عنه الاختيار ،( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) وقال المفسرون إن الأمانة هى (الاختيار) إذن فقد خص الله تعالى الإنسان بصفة الاختيار ، وإبليس وحفدته على حد علمنا ليس مخيرا ولا مسيرا وإنما هو عاص دائما بإغواءه لبنى آدم لا يفعل الخير أبدا ومحكوم عليه سلفا بالنار بفعل جده الأول ،فهو موسوم بفعل جده مختلف عن جنس الجان وإن كان منهم، فالجان منهم الكافر ومنهم المؤمن وشأنهم عند الله لايعنينا ، فهم لا يعترضون طريقنا إلا بمحاولات السفهاء منا ،ولكن الشيطان له معنا شأن آخر وجب علينا فهمه ومواجهته كما فعلتم بمقالكم القيم .
جزاكم الله وإيانا جزاء المجتهدين .