شهدت سينما هيبس، صباح اليوم الاثنين، جلسة بحثية بعنوان "النخيل في الأدب الشعبي" ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الثاني لأطلس المأثورات الشعبية، المقام برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بعنوان "النخيل في التراث والمأثور الشعبي" بالتعاون مع جامعة الوادي الجديد، والمستمر حتى يوم 23 أبريل الحالي، تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للتراث. أدار الجلسة الدكتور جمال حسن أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد، والدكتور أحمد الصغير أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب. تناولت الجلسة ثلاثة أبحاث، جاء الأول بعنوان "النخلة في الأداب الشعبية" للباحث سفيان صلاح، تحدث خلاله د. حمدي سليمان، عن استخدام رمز النخل في الأدب الشعبي الشفاهي والمكتوب، مشيرا إلى أن النخلة تكاد تكون رمزا محوريا في البلاد العربية كافة وليس في مصر فقط، والدليل على ذلك وجود الكثير من الأغنيات والأمثال الشعبية التي استعانت فيها الشعوب برمز النخلة للتعبير عن أفكارهم ومواقفهم الحياتية. واختتم حديثه مقدما بعض النماذج التوضيحية ومنها "الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة"، الذي يُطلق على الشخص الذي ينافي منظره جوهره، وغيره من الأمثال التي وردت بها كلمة "نخلة" دليلا على الفخامة والشموخ وغيرها من المعاني والصفات المحمودة. وجاء البحث الثاني بعنوان "دلالات النخل التأويلية في الأمثال الشعبية" للباحثة د. أمينة عبد الله الأستاذ بكلية الآداب قسم الاجتماع، تناولت خلاله الدلالات والمضامين التي تعبر عنها كلمة نخلة في الثقافة الشعبية المصرية، مشيرة إلى أن هناك دلالات كثيرة أسندت للنخلة باعتبارها رمزا حاملا لرؤى وتصورات ومضامين التراث الشعبى المصري. واضافت أن النخل شكل ركنا أساسيا في الحياة المصرية بصورها كافة، وأصبح جزءا من الموروث الحضاري و الثقافي، وتم التعبير عن أهميته في الحياة اليومية والعادات والتقاليد الاجتماعية، كونه رفيقا للإنسان ومصدر غذائه وسكنه ودواه وظله. أما البحث الثالث والأخير فكان للباحث مصطفى كامل وجاء بعنوان "الصناعات والحرف المرتبطة بالنخيل - دراسة ميدانية عن النخيل في التراث والمأثور الشعبي"، قدمه محمد عيد باحث بأطلس المأثورات الشعبية، ناقش خلاله الحرف اليدوية الشعبية بصفة عامة والحرف المرتبطة بالنخيل بصفة خاصة. وأشار "عيد" إلى أن حرفة النخيل تعد جزءا رئيسا من التراث الحي، الذي هو بحاجة للحفاظ عليه من خلال ريه وحمايته من عوامل التعرية. وعن الحرف اليدوية الشعبية قال تمتلك مصر تمتلك كنزا حقيقيا من هذه الحرف التي تحمل هويتنا الوطنية، وتمثل منجما اقتصاديا يجب استثماره، من خلال إعداد قاعدة بيانات موثقة عن تلك الحرف وعن القائمين عليها وتشجيعهم على مزاولتها كونها حلا عمليا لمواجهة مشكلة البطالة. واختتمت الجلسة بفتح باب المناقشة، ودارت حول الأبحاث العلمية المقدمة، مع التأكيد على على ضرورة تحديث البيانات والإحصاءات الخاصة بالمادة العلمية، والاعتماد على مراجع وأبحاث علمية حديثة الصدور. حضر الجلسة د. حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، د. الشيماء الصعيدي مدير عام أطلس المأثورات الشعبية وأمين عام الملتقى، حنان حسن مدير عام قياس الرأي، ونخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين والمهتمين بدراسة التراث وطلاب الجامعة. ويقام الملتقى برئاسة د. عبد العزيز طنطاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، وتنظمه الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية، بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة الوادي الجديد برئاسة ابتسام عبد المريد. ويعد الملتقى تجربة ثرية للاطلاع على إبداعات الثقافة الشعبية، والتعرف على المفردات الثقافية التي توضح الارتباط بالجذور وتؤكد الهوية المصرية، وذلك من خلال مشروع أطلس المأثورات الشعبية المختص بتوثيق التراث والحفاظ عليه، وقد تم اختيار محافظة الوادي الجديد لإقامة الملتقى هذا العام نظرا لروافدها الحضارية المتنوعة التي تجعلها واحدة من أبرز المحافظات الحدودية المصرية التي توليها وزارة الثقافة اهتماما ملحوظا، وذلك من خلال برامج العدالة الثقافية الموجهة لأبنائها في الآونة الأخيرة.