كتاب الادب
صناعة الكتاب كأحد المنتجات الثقافية على مائدة (الأعلى للثقافة)
محمد عبد المنصفتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة بعنوان: (صناعة الكتاب كأحد المنتجات الثقافية والصناعات الإبداعية)، أدارها الأستاذ الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور شريف شاهين؛ أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة ومقرر لجنة الكتاب والنشر، والأستاذ الدكتور زين عبد الهادى، أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة حلوان، وعضو لجنة الكتاب والنشر.
وشارك فيها: الأستاذ الدكتور عماد أبو غازى، الأستاذ المتفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة، ووزير الثقافة الأسبق، والمهندس فريد زهران؛ رئيس اتحاد الناشرين المصريين وعضو لجنة الكتاب والنشر، والدكتور أحمد زقزوق؛ ممثلًا عن رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والأستاذة الدكتورة حنان منيب، رئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة سابقًا، والأستاذ الدكتور رؤوف هلال؛ أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعضو لجنة الكتاب والنشر، والأستاذ شريف بكر، مدير دار العربى بالقاهرة، والدكتورة عبير صبحى؛ المدير العام بمركز الوثائق الاستراتيجية بمركز معلومات مجلس الوزراء، وعضو لجنة الكتاب والنشر.
تحدث الدكتور هشام عزمى مؤكدًا أهمية موضوع اللقاء، مشيرًا إلى دور مصر الريادى ثقافيًا بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بصناعة المنتجات الثقافية التى يأتى على رأسها نشر الكتب؛ فمصر لديها تاريخٌ عريقٌ في مجال الكتابة والنشر، ولديها ثروةٌ أدبيةٌ وثقافيةٌ غنيةٌ تُمكنّها من أن تُصبح مركزًا إقليميًا ودوليًا لصناعة الكتاب، كما أن دعم صناعة الكتاب هو استثمارٌ في مستقبلٍ أفضلٍ، فمن خلال الكتاب، نستطيعُ أن نُنيرُ عقولَ الأجيال القادمة، ونُساهمُ فى بناء مجتمع مُثقّف مُتقدّم، وفى مختتم كلمته أوضح أن صناعة الكتاب تواجه العديد من التحديات التى تُؤثّر بدورها سلبًا على نشر المعرفة والثقافة، منها ارتفاع تكاليف النشر، ومنافسة الوسائط الرقمية، بالإضافة إلى تحديات أخرى تواجه دور النشر، وحماية الملكية الفكرية.
ومن جانبه تحدث الدكتور عماد أبو غازى موضحًا أن أول إشكالية تتمثل فى الخلط الذى يحدث بين المصطلحات، وذلك فيما يتعلق تحديدًا بصناعات الحرف التراثية والصناعات الثقافية الإبداعية، الحرف التراثية هى جزء من الصناعات الثقافية بشكل عام، وإذا تحدثنا عن الصناعات الثقافية والإبداعية بشكل عام وصناعة الكتاب والنشر فى مصر نجدها بلا شك تشكل ميزة تنافسية لاقتصادنا ومدخل لحل مشاكل كثيرة فى مجتمعنا مثل التوظيف والتشغيل.
وذلك بعيدًا عن القيمة الفكرية لها، وتابع فى مختتم حديثه حول التحديات الكبيرة التى تواجه هذا المجال مثل ارتفاع تكاليف النشر وضعف ثقافة القراءة ومنافسة الوسائط الرقمية، وهنا تكمن أهمية دور الدولة فى دعم هذه الصناعة المهمة، دون أن تكون منافس للناشرين، والمشكلة الأخرى تكمن فى عدة تحديات قانونية؛ حيث عدة ثغرات غير مقبولة فى قانون عام 2002 للملكية الفكرية.
فيما أوضح الناشر الأستاذ فريد زاهران أن صناعة النشر فى مصر تواجه العديد من التحديات التى تعرقل مسيرتها وتُهدد مستقبلها، مما ينعكس سلبًا على الكاتب والقارئ على حدٍ سواء، ولا يكمن حل إشكالية صناعة الكتاب والنشر فقط فى أن يقل سعر الكتاب، ولكن المطلوب أولًا هو إتاحة الكتاب؛ فيجب دعم صناعة النشر من الدولة بصورة كبيرة؛ حيث تُعانى دور النشر المصرية من ارتفاع كبير في تكاليف النشر.
بدءًا من تكاليف الطباعة والورق، مرورًا بتكاليف التوزيع والتسويق، وصولًا إلى تكاليف الرقابة والمراجعة وما إلى ذلك من مراحل مختلفة متعددة يمر بها الكتاب حتى يخرج إلى النور ويصل إلى يد القارىء، وفى مختتم كلمته أكد أن مستقبل صناعة النشر فى مصر يعتمد على تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية، من حكومة وناشرين وكتاب وقراء، لخلق بيئة داعمة للقراءة ولصناعة النشر بشكل عام.
وأكدت الدكتورة حنان منيب أهمية موضوع النقاش، التى تنعكس من أهمية صناعة الكتاب، وأوضحت أن دور المترجم لا يتمحور حول نقل النصوص من لغة إلى أخرى فحسب، بل يتطلب عمله إبداعًا ودقة وفهمًا عميقًا للغة المصدر واللغة الهدف، بالإضافة إلى معرفة واسعة بالثقافتين يُساهم المترجم فى إثراء المحتوى الثقافى، ممّا يُؤدى إلى زيادة الوعى والتفاهم بين الشعوب، وفى مختتم حديثها أكدت أن المترجم يُعد صانع محتوى إبداعى لا غنى عنه فى صناعة الكتاب، حيث إنه بطبيعة الحال يلعب دورًا جوهريًا فى نقل المعرفة والثقافات بين مختلف اللغات؛ فهو بمثابة الجسر الذى يُتيح للقراء فى جميع أنحاء العالم الوصول إلى روائع الأدب والفكر من مختلف الحضارات والثقافات.