شئون عربية
الانسحاب الأمريكي من سوريا يفتح الباب للأطماع التركية وعودة داعش مدعومة بقطر
محمد عارفأشعل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن سحب قواته من الأراضي السورية، حالة من الجدل على الصعيدين الإقليمي، والدولي، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا القرار إلى سيطرة تركيا على المزيد من مساحات الأراضي في شمال سوريا، وعودة تنظيم داعش الإرهابي إلى النشاط هناك مدعوما من الدوحة وأنقرة.
ويرى الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن قرار الرئيس الأمريكي الوشيك، بالانسحاب من سوريا، يصب في صالح الأطماع التركية، لا سيما في ظل ما يتردد من معلومات حول استعداد أنقرة لاجتياح المزيد من الأراضي في شمال سوريا.
وأوضح، أن الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية، ستسمح للأتراك بمزيد من التمدد، وبخاصة في المناطق غير الخاضعة كليا لسيطرة الجيش النظامي السوري.
ولفت الدياسطي إلى أن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا، في الوقت الحالي، وقبل إعادة ترتيب الأوضاع على الأرض، يخلق فراغا كبيرا، تستغله تركيا، من أجل السيطرة على مجمل الشمال السوري، خاصة في ظل الصمت الروسي إزاء التحركات التركية.
وحذر الدياسطي من أن أي انسحاب أمريكي في الوقت الراهن، سيفاقم الأزمة السورية، لأنه من المحتمل أن يسمح لبقايا تنظيم داعش الإرهابي بالتجمع واستعادة الوجود والنفوذ ببعض المناطق السورية، لافتا إلى أن الانسحاب الأمريكي، سيجعل داعش في مواجهو القوات الكردية وحدها، وهي الآن مشغولة بالقتال ضد تركيا، لمنع توغلها في أراضي سوريا، مما سيمكن داعش من العودة للضوء مجددا.
وأيد الدكتور ناجي هدهود، أستاذ التاريخ السياسي بجامعة الزقازيق، الرأي السابق، لافتا إلى أن المكسب الوحيد للجيش السوري، من وراء الانسحاب الأمريكي، سيكون استعادة دير الزور فقط.
وقال يبدو أن إعلان الرئيس الأمريكي، الاثنين الماضي، خلو سوريا من داعش واندحار التنظيم، كان تصريحا تمهيديا لإعلان سحب القوات الأمريكية من هناك"، محذرا من أن خروج قوات الولايات المتحدة من سوريا، دون وضع حد لأطماع تركيا، وداعش المدعوم بالمال من قطر، يمكن أن تعيد الأمور إلى نقطة الصفر.