شاركت اليوم الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة فى حفل اطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، الذى ينظمه المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع البرلمان العربي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية " أم الإمارات" ، تقديراً للدور الرائد للشيخة فاطمة بنت مبارك وما حققته من إنجازات ونجاحات نالت تقدير وإعجاب العالم ، وقد افتتح الملتقى معالى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح ممثلاً عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، وذلك بحضور رؤساء برلمانات ووزراء وسفراء عرب.
هذا وقد شاركت رئيسة المجلس فى جلسة بعنوان " أُم الامارات .. الممّكن الرئيسي للمرأة العربية" وتحدثت عن "دور النموذج والقدوة في تمكين المرأة العربية" وذلك خلال الندوة التى أقيمت ضمن برنامج الحفل، حيث عبرت عن سعادتها بالمشاركة فى اطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة وسط نخبة من المسئولين والقيادات المعنية بواحدةٍ من أهم قضايا الأمة العربية وتقدمها وتطورها وواحدة من أكثر التحديات إلحاحاً وهى قضية حقوق المرأة العربية .
ووجهت الدكتورة مايا مرسى الشكر والتقدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لاستضافة هذا الملتقى الهام لوضع هذه الوثيقة الهامة ،كما وجهت الشكر الى قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله ..لاستكماله نهج تمكين المرأة ..وهو المبدأ الذى رسخه القائد العظيم صاحب السمو الشيخ زايد - طيب الله ثراه .
وعبرت رئيسة المجلس عن عميق فخرها بالسيدة الجليلة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام «أم الإمارات» واصفة انها سيدة تحمل كُلَّ الْخَيْرِ فِي قَلْبِها "، حيث جندت نفسها لقضية المرأة ، مؤمنة أن الانسان هو أساس كل تنمية وأن اي تنمية لا تكون فيها المرأة موجودة فاعلة تبقى ناقصة ، حتى حصلت المرأة الإماراتية بفضل جهودها عبر السنوات على كل الحقوق التى مكنتها من آداء دورها كعضو فاعل مساوي للرجل تماماً ... وعملت على تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ... فأضحت الإمارات نموذجاً عالمياً في ادماج المرأة ومشاركتها في كل جوانب الحياة.
وأكدت الدكتورة مايا مرسى أن الوثيقة العربية لحقوق المرأة تعد نموذجًا تشريعيًا عربيًا ومرجعًا في القوانين الخاصة بالمرأة العربية، وتعكس مدى التوافق العربي حول أهمية دور المرأة فى المجتمعات العربية ..كما أن إطلاقها من َقبل البرلمان العربي بالتعاون مع المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة يعد دليلاً على حرص القيادات العربية على دعم وتأكيد المشاركة الفاعلة للمرأة...حيث تنص الوثيقة على أنه لا مجال للحديث عن التنمية الشاملة والمتوازنة في المنطقة العربية، ولا عن التنمية الإنسانية والمستدامة، دون المشاركة الفعالة والتمكين التام للمرأة وتهيئة الظروف لتمتعها بحقوقها وتأكيد دورها.. فالتنمية المستدامة تشمل عملية تغيير مجتمعى يتيح فرصاً حقيقية وغير منقوصة للمرأة لاكتساب القدرات البشرية التى تمكنها من توسيع خياراتها لتحقيق الذات وخدمة الوطن.
واشارت رئيسة المجلس الى أن المحرك الأول فى تمكين المرأة العربية يتمثل فى وجود ارادة سياسية حكيمة مؤمنة بأهمية دور ومكانة المرأة فى المجتمع ، وتوفير البيئة الآمنة التى تسمح للمرأة بالعمل والنجاح وأن تكون عنصراً فعالاً في المجتمع ، كما أن وجود الإرادة السياسية والدعم المؤسسى على كافة المستويات وكفاءة الإطار المؤسسى وآليات التنسيق والمتابعة لتنفيذ استراتيجية تمكين المرأة تعد من أبرز الجهود والمقومات لتمكين المرأة العربية ، الى جانب الاصلاح التشريعى الذى يضمن حقوق المرأة ، ووجود حصص للمرأة فى مواقع إتخاذ القرار والبرلمان ، والمساندة الإعلامية.
كما استعرضت رئيسة المجلس التجربة المصرية الناجحه فى النهوض بأوضاع المرأة المصرية ، وتحدثت عن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 ومحاورها ، ووجهت رسالة الى صناع القرار بضرورة العمل على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ، وضمان التمثيل المناسب لها في المجالس النيابية والمناصب القيادية حتي نري المرأة العربية قادرة علي رسم سياسات تتوافق مع احتياجاتها ، و العمل على تعزيز التمكين المعرفي والتكنولوجي للمرأة ، الى جانب تهيئة الفرص للمشاركة الاجتماعية للمرأة بشكل أكبر وتوسيع قدراتها علي الاختيار ، وضرورة اشراك الرجال والفتيان في العمل علي قضايا المرأة وتوعيتهم بأهم الموضوعات والمفاهيم حتي يعملوا يداً بيد لتحسين وتعزيز وضع المرأة في مجتماعاتنا العربية ، وسن تشريعات لحماية حقوق المرأة وتسهيل وصولهن الى العدالة ، الى جانب تعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة هو أساس النماء الاقتصادى ، والإهتمام بالرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي الذي تتحمل معظمه المرأة العربية ، وزيادة معدل مساهمتها في سوق العمل حتي يكون لها نسبة كبيرة من المشاركة في التنمية الاقتصادية لبلادنا ،كما أن التركيز علي التمكين الاقتصادي للمرأة يعد المحرك الأساسي لتمكين المرأة علي كافة المستويات والسبيل لمناهضة جميع أنواع العنف والتمييز ضدها.
وفى رسالتها للمرأة العربية طالبت الدكتورة مايا مرسى جميع نساء العرب أن يعملن جاهدات على دعم بعضهن البعض حتي لا تتخلف أي امرأة عربية عن الركب ، وأن يعملن على تحسين أوضاع النساء الاقتصادية ، واطلاق المبادرات في هذا الشأن .. فلن يكون العمل السياسى فاعلاً الا عبر التمكين الإقتصادى و الاستمتاع بكافة الحقوق الإقتصادية، والإجتماعية والثقافية.
واختتمت كلمتها بالتاكيد على أن دعم قضايا المرأة العربية وتعزيز مشاركتها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا وتنمويًا، والدفع بمشاركتها السياسية إلى أعلى المستويات، هو السبيل للنهوض بمجتمعاتنا العربية وتحقيق التنمية المستدامة .. كما أن تمكينها هو تمكين لوطننا العربى .. ويحمل مستقبل أكثر آمناً واستقراراً وتقدماً فى العديد من المجالات التى تشارك فيها .. والأمثلة كثيرة وواضحة فى الدول التى حققت تمكينا للمرأة ، معبره عن املها أن تسهم "الوثيقة العربية لحقوق المرأة " فى تعزيز مكانة المرأة العربية فى مجتمعاتنا بالشكل المناسب لاحلامها وطموحاتها .

هذا وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية قيام كلا من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح ، و الدكتورة أمل عبدالله القبيسى رئيسة المجلس الوطنى الاتحادى بدولة الامارات العربية المتحدة ، والدكتور مشعل بن فهيم السلمى رئيس البرلمان العربى بتكريم الدكتورة مايا مرسى لجهودها فى اعداد واطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة ودورها الريادى وجهودها الحثيثة فى مجال النهوض بأوضاع المرأة المصرية ، كما قامت الدكتورة فوزية زينل رئيسة مجلس النواب فى البحرين بتكريم الدكتورة مايا مرسى لدورها الملموس فى خدمة قضايا المرأة .