يمثل مشروع "طاقة بلا حدود" بين الدنمارك والمملكة المتحدة أحد أكبر مشاريع الربط الكهربائي عبر البحار في العالم.

وصف موجز عن طبيعة المشروع:

يعتمد هذا المشروع على استخدام الطاقة المتجددة وخاصة طاقة الرياح البحرية لنقل الكهرباء بين البلدين عبر شبكة كابلات بحرية طويلة.

انعكاسات المشروع على المستويات المختلفة:

1. المستوى الوطني:

* للدنمارك:

تعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة في أوروبا.

تحقيق الاستفادة الاقتصادية من فائض الطاقة المنتجة من طاقة الرياح.

*وبالنسبة للمملكة المتحدة:

تنويع مصادر الطاقة وتقليل الإعتماد على الوقود الأحفوري.

ضمان استقرار الطاقة في أوقات الطلب المرتفع.

2. المستوى الإقليمي:

يعزز المشروع التكامل الإقليمي في سوق الطاقة الأوروبي.

يساهم في استقرار الشبكات الكهربائية في المنطقة من خلال تقاسم الموارد المتجددة.

3. المستوى الدولي:

يعكس المشروع التعاون الدولي في مواجهة التغير المناخي عبر اعتماد حلول مستدامة.

يمثل نموذجًا لتوسيع الربط الكهربائي العالمي في المستقبل.

فكيف يمكن الاستفادة منه في مصر والمنطقة العربية؟

1. تعزيز الربط الكهربائي الإقليمي:

مصر لديها موقع استراتيجي يمكنها من أن تكون مركزا إقليميًا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. ,ويمكن الاستفادة من التجربة الدنماركية-البريطانية في تعزيز الربط الكهربائي مع دول الجوار (مثل مشروع الربط مع السعودية والسودان وليبيا).

2. الاستثمار في طاقة الرياح البحرية:

مصر تمتلك إمكانات كبيرة في طاقة الرياح خاصة في خليج السويس وسواحل البحر المتوسط. تطوير مشاريع ضخمة للطاقة البحرية وربطها بدول الإقليم يمكن أن يحقق عوائد اقتصادية كبيرة.

3. تنويع مصادر الطاقة وتصديرها:

يمكن لمصر الاستفادة من فائض إنتاج الطاقة المتجددة لتصدير الكهرباء إلى أوروبا والدول العربية كما تفعل الدنمارك.

4. نقل التكنولوجيا وبناء القدرات:

يمكن دراسة تجربة الدولتين في التقنيات المستخدمة لنقل الكهرباء عبر البحار وتدريب كوادر مصرية على تصميم وتشغيل مثل هذه الأنظمة.

5. استقطاب الاستثمارات الدولية:

يمكن أن تستخدم مشاريع مثل "طاقة بلا حدود" كنموذج لجذب استثمارات عالمية في مشاريع مشابهة في المنطقة العربية.

6. دعم أهداف التنمية المستدامة:

الربط الكهربائي واستخدام الطاقات النظيفة يعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدف السابع (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة) والهدف الثالث عشر (العمل المناخي).

أهم الخطوات المقترحة لتنفيذه في مصر والمنطقة العربية:

1. تطوير خارطة طريق للربط الكهربائي تشمل مصر والدول العربية والأوروبية.

2. إنشاء تحالفات دولية تشبه تحالفات الربط الكهربائي في أوروبا.

3. تسريع الاستثمار في الطاقة البحرية عبر سياسات تحفيزية وخلق شراكات دولية.

4. توظيف الدعم الفني والمالي من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وبرامج الأمم المتحدة.

5. تعزيز البحوث والتطوير في تقنيات تخزين ونقل الطاقة لتقليل الفاقد وتحسين الكفاءة.

ومما سبق فإن مشروع طاقة بلا حدود والذي ينفذ بين الدنمارك والمملكة المتحدة يمثل أحد أكبر مشاريع الربط الكهربائي عبر البحار في العالم وفي تصوري مشروع القرن لخروج العالم من النفق الضيق في الطاقة الي رحب اوسع ومستدام لتعزيزه أهداف التنمية المستدامة "2030 - 2050 -2100" .
وكذلك فإن هذا المشروع يمكن أن يكون بداية لإطلاق مشروعات ضخمة تستفيد منها المنطقة العربية بمواردها الطبيعية الهائلة لتحقيق تحول مستدام في قطاع الطاقة وانعكاساته علي الأمن المائي والأمن الغذائي محليا وقليميا ودوليا.