دين
البابا فرنسيس يلتقي البطريرك البوذي الأعلى في تايلاند
سعد الحلوانيالتقى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، خلال زيارته الرسولية إلى تايلاند، صباح اليوم الخميس، البطريرك الأعلى للبوذيين، سومديت فرا أريافونغساغاتانانا التاسع.
وفي بداية كلمته، شكر البابا فرنسيس على كلمة الترحيب وأعرب عن سعادته لزيارة المعبد البوذي، الذي عُقد فيه اللقاء والذي وصفه البابا برمز للتعليم الذي طبع هذا الشعب الحبيب.
وأشار قداسته إلى استلهام أغلبية سكان تايلاند من البوذية ما ميز احترامهم للحياة وللمسنين وجعل لهم أسلوب حياة معتدلا يقوم على التأمل، وتابع قداسته أن هذه الميزات أدت على اعتبار شعب تايلاند شعب الابتسام.
وواصل الأب الأقدس حديثه إلى البطريرك البوذي الأعلى، مشيرا إلى أن لقاء اليوم يندرج في إطار مسيرة تقدير واعتراف متبادل بدأها أسلافهما، وأضاف أن يريد أن تزيد هذه الزيارة لا فقط الاحترام بل وأيضا الصداقة بين الجماعتين.
وذكَّر قداسته في هذا السياق بمرور نحو 50 سنة على زيارة قام بها بطريرك بوذي أسبق إلى الفاتيكان للقاء البابا بولس السادس، وشكلت هذه الزيارة منعطفا هاما في تطور الحوار بين التقليدين الدينيين، حسب ما ذكر البابا فرنسيس، مشيرا إلى أن هذا الحوار قد مكن البابا يوحنا بولس الثاني من زيارة هذا المعبد ولقاء البطريرك الأعلى. تحدث البابا فرنسيس أيضا عن استقباله مؤخرا وفدا من الرهبان البوذيين الذين قدموا له هديةً ترجمة لمخطوطة بوذية قديمة باللغة البالية، وأضاف قداسته أن هذه الهدية محفوظة اليوم في المكتبة الفاتيكانية.
ووصف البابا هذه الأحداث بخطوات صغيرة تساهم في الشهادة، لا فقط في جماعاتنا بل وأيضا في عالمنا، على أن ثقافة اللقاء ممكنة.
وتابع وحسب ما ذكر في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" أننا حين تتوفر لدينا فرص المعرفة والتقدير المتبادلَين، في اختلافنا، نقدم للعالم كلمة رجاء قادرة على تشجيع ودعم مَن يتضررون دائما بسبب الانقسام. وأضاف الأب الأقدس أن مثل هذه الإمكانيات تذكِّرنا بأهمية أن تكون الأديان يشكل أكبر دائما فنارات رجاء بحكم كونها تشجيعا على الأخوّة وضمانة لها.
وأراد البابا فرنسيس توجيه الشكر إلى شعب تايلاند، حيث تمتع الكاثوليك ومنذ وصول المسيحية تايلاند قبل نحو أربعة قرون ونصف، وهم أقلية، بحرية الممارسات الدينية وعاشوا لسنوات كثيرة في تناغم مع أخوتهم وأخواتهم البوذيين.
وتابع قداسته أنه وعلى درب الثقة المتبادلة والأخوّة هذه يربد تأكيد التزامه الشخصي والتزام الكنيسة من أجل تعزيز حوار منفتح ومحترِم في خدمة سلام وخير هذا الشعب. وأضاف أنه وبفضل التبادلات الأكاديمية التي تؤدي إلى فهم متبادل أكبر، وأيضا بفضل التأمل والرحمة والتمييز التي تشترك فيها تقاليدنا، يمكننا أن نكبر في قرب جيد وأن نشجع بين مؤمنينا تطوير مشاريع محبة جديدة قادرة على إطلاق ومضاعفة مبادرات ملموسة على درب الأخوّة، وخاصة لأكثر الأشخاص فقرا وفيما يتعلق ببيتنا المشترك الذي يعامَل معاملة سيئة. وهكذا سنساهم، حسب ما واصل الأب الأقدس، في تشكيل ثقافة شفقة وأخوّة ولقاء هنا وفي مناطق أخرى من العالم، وأعرب البابا فرنسيس هنا عن ثقته بأن هذه المسيرة ستواصل حملها لثمار وفيرة.
وفي ختام كلمته خلال لقائه البطريرك البوذي الأعلى في تايلاند سومديت فرا أريافونغساغاتانانا التاسع، كرر قداسة البابا فرنسيس الشكر على هذا اللقاء، وطلب البركة الإلهية لشخص البطريرك وصحته ومسؤوليته عن قيادة المؤمنين البوذيين على درب السلام والوفاق.