العالم
لإشعال موجة تخريبية عالمية.. نظام الملالي يتحالف مع الإرهاب
محمد عارفيعاني النظام الإيراني، هذه الأيام، من غضبة شعبية عارمة، إثر الارتفاع الفاحش في الأسعار، جراء انهيار العملة المحلية، وزيادة معدلات التضخم بنسب غير مسبوقة، في ظل عقوبات دولية صارمة، تستهدف كبح جماح الملالي، ومنعهم من امتلاك السلاح النووي، ومن التدخل في شئون دول الجوار.
المدن الإيرانية الكبرى، وفي صدارتها طهران، وقم، وشيراز، وعبدان، تشهد انتفاضة شعبية هائلة، منذ نحو عشرة أيام، أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من مائة قتيل، واعتقال نحو ألف وخمسمئة شخص، وسط عنف متصاعد من قبل قوات الحرس الثوري، والباسيج، ضد المتظاهرين العزل في عموم إيران.
ويشير المراقبون، إلى أن عنف النظام الإيراني، تجاه المحتجين، قد لا يجدي هذه المرة، بعد أن أصبحت الحياة داخل إيران لا تطاق، بسبب الفقر الشديد وغلاء الأسعار بشكل فاحش، بالإضافة إلى إصرار النظام على العناد مع القوى الدولية، والسير قدما في خططه النووية، الأمر الذي يدفع جماهير الشعب الإيراني إلى اليأس من أي تغيير إيجابي محتمل، يقدم عليه النظام.
تحالفات قديمة
الأوضاع الآخذة في التردي داخل إيران، تدفع النظام إلى كشف أبعاد تحالفاته القديمة والحديثة، مع التنظيمات الإرهابية في العالم، وبخاصة: القاعدة، وطالبان، وداعش، في محاولة لاستغلال علاقته الوطيدة بهذه التنظيمات، من أجل إطلاق موجة إرهابية جديدة، تحقق له عددا من الأهداف.
وطبقا للمراقبين، فإن أبرز ما يهدف نظام الملالي، لتحقيقه من تحالفاته مع التنظيمات الإرهابية، وما يمكن أن ينجم عنها من عمليات إرهابية خطيرة بمناطق عدة من العالم، هو صرف الأنظار عن القمع الشديد الذي تمارسه قوات الحرس الثوري ضد الشعب الغاضب، وإجبار العالم على تخفيف القبضة العقابية ضد النظام، بما يسمح له بالتنفس، خاصة في بيع النفط، حتى يمكنه إحداث تحسن سريع في الأوضاع الاقتصادية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين الغاضبين، وتهدئ من حدة الانفجار الشعبي، فما هي كواليس علاقات النظام الإيراني بالتنظيمات الإرهابية ذات التأثير عالميا؟
تاريخ مع التطرف
يتسم النظام الإيراني الحالي، منذ نشأته في عام 1979، بالتطرف الفكري، فهو نظام يعتمد في بقائه على الفكرة التقليدية، المستمدة من أن الحاكم هو المفوض من الله لحفظ شريعته، وتطبيق منهجه، وبالتالي دمج النظام الإيراني، بين أصحاب العمائم الموكلين من السماء، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، وبين النظام السياسي المعتاد، الذي يقوده رئيس الدولة، لكن بصلاحيات تجعله في المرتبة الثانية بعد المرشد الذي يتحكم في مفاصل الدولة، ويعاونه جهاز أمني شديد العنف هو الحرس الثوري.
ومنذ أبعد النظام الإيراني القوات المسلحة عن المشهد الداخلي، وهو يستمد قوته من الميليشات الموالية له، المعروفة بالحرس الثوري، والتي تدين بالولاء التام للمرشد أولا، ثم لرئيس الدولة بما لا يتعارض مع أوامر الأول، وهي قوات لا تتورع عن ارتكاب جرائم جنائية بحق المعارضين.
العنف والتطرف الداخلي، المتوغل في عقل النظام الإيراني وسلوكه، امتد إلى صناعة ميليشيات خارجية تأتمر بأمره، لكن في دول أخرى، وأبرزها حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث لم يمانع النظام الإيراني من دعم المتطرفين والمتشددين، في جميع أنحاء العالم، حتى يضمن لنفسه نفوذا، في الأماكن التي لم يستطع فيها تكرار تجربة المليشيات المنظمة التابعة له صراحة، مثل: حزب الله، والحوثي، والحشد الشعبي.
ولتحقيق هذه الغاية، دعم النظام الإيراني، التنظيمات الإرهابية الخطيرة، أيا كان مكان وجودها، فشاهدناه يدعم تنظيم القاعدة، ويؤوي عددا من قياداته، وكذلك طالبان في أفغانستان، ويتحالف مع داعش في سوريا، رغم الخلاف الطائفي العقدي بين الجانبين، ولو ظاهريا.
الجماعة الإسلامية
رغم أن الجماعة الإسلامية، التي نشأت في مصر، من رحم الفكر الإخواني المتشدد، تعد واحدة من أعنف الجماعات الإرهابية خلال نهايات القرن الماضي، فإنها وجدت دعما من النظام الإيراني، منذ بداية ظهوره، فما أن استضافت مصر شاه إيران محمد رضا بهلوي، عقب ثورة الخميني ضده، في السنة الأخيرة من العقد الثامن للقرن العشرين، حتى ناصبت الدولة الفارسية مصر العداء، لدرجة أنه بعد اغتيال الرئيس الراحل، أنور السادات، على أيدي عناصر الجماعة الإسلامية، رحبت طهران بهذا، وأطلقت اسم قائد المجموعة التي اغتالت السادات، على أحد الشوارع الكبيرة في طهران، كما استقبل النظام الإيراني، قادة الجماعة الذين تمكنوا من الفرار من مصر!
ولتحقيق مصالحها استغلت إيران عناصر الجماعة الإسلامية، ودفعت بهم إلى آتون المعركة الدائرة في سوريا، حتى أن رفاعي طه، قائد الجماعة الإسلامية، قتل في الصراع الدائر هناك عام 2016.
القاعدة