دين
تعرف على فضل أدعية الصباح والمساء
محمد عبدالمنصفتعد المواظبة على أذكار الصباح والمساء من الأعمال التي يُحبّها اللهُ لقوله - عز في علاه-: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"، وقد وصَّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بذلك، لأنّ الأذكار تربط المسلم بربّه، وتُعلِّق قلبَه به، وتُحصِّنه من الشياطين والشرور المختلفة، إلى جانبِ حلول البركة في الصحّة، والمال، والأولاد.
دعاء الصباح والمساء
أدعية الصّباح والمساء والأذكار المأثورة كثيرة، ومَن يوفّقه الله -تعالى- للمحافظة عليها يكون قد حاز خيرًا عظيمًا، ومن أذكار الصّباح والمساء:
١- ترديد دعاء سيّد الاستغفار في الصّباح والمساء، وورد نصّه وفضله في الحديث الصحيح، حيث أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قراءته سبب لدخول الجنّة: " سيِّدُ الاستِغفارِ أن تقولَ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ".
٢- التّوجه إلى الله - تعالى- بالثّناء والدّعاء بما كان يحافظ عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أصبح، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول إذا أصبح: (اللَّهمَّ بِكَ أصبَحنا، وبِكَ أمسَينا، وبِكَ نَحيا وبِكَ نَموتُ، وإليكَ النُّشورُ).
٣- الدّعاء بتحصيل بركة وخير الليل والصّباح، والاستعاذة بالله -تعالى- من شرّ ما فيها، وطلب حماية الله من عذاب النّار والقبر، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو بذلك صباحًا ومساءً، فيقول: (أمسَينا وأمسى الملكُ لله، والحمدُ لله، لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، ربِّ أسألُك خيرَ ما في هذه الليلةِ وخيرَ ما بعدَها، وأعوذُ بك من شرِّ ما في هذه الليلةِ وشرِّ ما بعدَها، ربِّ أعوذُ بك من الكسلِ وسوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعوذُ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبرِ، وإذا أصبح قال: أصبحْنا وأصبح الملكُ لله).
٤- الدّعاء بما أوصى به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أبا بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- حينما قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (علّمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي)، فقال له الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم-: (قل: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأَرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، أو قالَ: اللَّهمَّ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نَفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ).
٥- دعاء التّحصين من الضّرر صباحًا ومساءً حيث يقول المسّلم: بسم الله الذي لا يضّر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع العليم، ثلاث مرّات، فقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما مِنْ عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ، ومساءِ كلِّ ليلةٍ، بسمِ اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهُوَ السميعُ العليمُ ، ثلاث مراتٍ، لم يضرَّهُ شيءٌ).
٦- دعاء شكر اليوم؛ حيث يجدّد المسّلم كلّ صباح ومساء الإقرار بالفَضْل والنّعمة لله -تعالى- وحده، وفي ذلك قال النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (من قال حين يصبح: اللهمّ ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدّى شكر ليلته).
٧- دعاء المسّلم لنفسه بالحفظ في الدّين والدنيا، وسؤال الله -تعالى- ستر العورات والأمن من الارتياع، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول حين يصبح وحين يمسي: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنياي وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي، اللَّهمَّ احفَظْني مِن بَيْنِ يدَيَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي، وأعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي).
٨- الدّعاء صباحًا ومساء بسؤال الله -تعالى- خير اليوم والليلة وما فيهما من فتحٍ وهدى وبركةٍ، والاستعاذة من شرّ وأذى ما في اليوم والليلة، حيث أوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أصبح أحدُكم فلْيَقُلْ: أصبحْنا وأصبح الملكُ للهِ ربِّ العالمين، اللهمّ إنّي أسألُك خيرَ هذا اليومِ فتْحَه، ونصرَه، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما قبلَه، وشرِّ ما بعدَه، ثمّ إذا أمسى فلْيَقُلْ مثلَ ذلك).
١٠- سؤال الله -عزّ وجلّ- المعافاة والسلامة في البدن، والاستعاذة من الكفر والفقر وعذاب القبر، وتكرار ذلك ثلاثًا كلّ صباح ومساء، ففي الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اللهمّ عافني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهمّ عافني في بصري، اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلّا أنت، تعيدها حين تصبح ثلاثًا وثلاثًا حين تمسي).
١١- الدّعاء بالاستعاذة بالله -عزّ وجلّ- من الهموم والدّيون التي تُصيب الإنسان؛ فقد دخل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على المسجد فرأى رجلًا من أصحابه أقعدته الهموم وأثقتله الدّيون؛ فأوصاه الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- بأنْ يدعو إذا أصبح وإذا أمسى بأقوالٍ مخصوصةٍ، وقال: (قُلْ إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ ؛ اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ).
12- التّوجه إلى الله -تعالى- بطلب فجأة الخير، والاستعاذة به من فجأة الشّر، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يفعله إذا أصبح وإذا أمسى، ويقول: (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ منْ فَجْأَةِ الخيرِ، وأعوذُ بكَ منْ فَجْأَةِ الشرِّ).
13- الدّعاء كلّ صباح ومساء بإصلاح شأن المسّلم، وتوكيل كلّ أمره لله -تعالى- ولرحمته الواسعة؛ فقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فاطمة -رضي الله عنها- بذلك، فقال: (ما يمنعُكِ أن تسمعي ما أوصيكِ به أن تقولي إذا أصبَحْتِ وإذا أمسَيْتِ يا حَيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ أصلِحْ لي شأني كلَّه ولا تكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ).
14- كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أصبح يسأل الله -عزّ وجلّ- العلم النافع والرزق الطيّب والعمل المقبول، حيث جاء في الحديث: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا).
دعاء الصباح والمساء
الدّعاء هو اللجوء إلى الله -عزّ وجلّ- في كلّ الأحوال، وطلب الحاجات منه وإظهار الافتقار إلى رحمته، والتّبتل بين يديه بالثّناء والتّعظيم والإقرار بالفَضْل والنِّعم، ويعدّ الدّعاء من أهمّ العبادات التي تُديم صلة العبد بربّه، وهو من العبادات غير المُقيّدة بوقتٍ ما، وإنْ كان بعضها له خصوصيّة في الوقت أو المكان، وبالدّعاء يسّتشعر المسّلم القُرب من الله -تعالى- ومن رحمته؛ فتغمر المسّلم الطمأنينة والإحساس بالأمان.
آداب الدّعاء
يحسن بالمسّلم عند دعاء الله -تعالى- أنْ يحافظ على عدّة آداب، منها:
١- الإخلاص بالدّعاء لله -تعالى- واستشعار عظمته.
٢- بدأ المسّلم دعائه بالثّناء على الله -تعالى- بما يستحقّ، تسبيحًا وتعظيمًا وتكبيرًا، ويحسُن به أنْ يثني على الله -تعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العليا قبل الشّروع بالدّعاء.
٣- الصّلاة على النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-.
٤- استقبال القبلة، ورفع اليدين بجعل باطن الكفّين إلى الأعلى؛ لِما في ذلك من اعتراف العبد بحاجته وافتقاره إلى رحمة الله - عزّ وجلّ-.
٥- الإلحاح على الله -تعالى- بالدّعاء والإكثار من المسألة؛ فالله -تعالى- يحبّ العبد اللحوح.
٦- اليقين بقدرة الله - تعالى- في إجابة الدّعاء، وأنّ الله -تعالى- فعّال لما يريد، وأنّه قادر على أنْ يقول للشيء كن فيكون.
ويجدر بالمسّلم أنْ يعلم حُرمة الدّعاء بإثم وبغي وقطيعة رحم، وأنّ الدّعاء مع استمراء المعاصي والآثام سبب في منع الإجابة، كما أنّ أكل المال الحرام، وعدم تحرّي المال الحلال من أعظم أسباب منع إجابة الدّعاء كذلك، ومن رغِب بالإجابة سارع إلى تخليص النّفس من موانعها، ويتحرّى المسلم الدّعاء بالأحوال التي تكون فيها الإجابة أرجى؛ مثل: دعوة المسّلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعوة المظلوم والمسافر والصائم، ودعوة الوالد لولده .
فضل قراءة أذكار الصباح والمساء
أمر الله تعالى عباده بذكره والإكثار منه، فذكر الله تعالى عبادةٌ عظيمة وسهلة وخفيفة؛ فهي لا تحتاج لبذل مجهودٍ عقلي ولا عضلي، إنّما هي تحريك اللسان مع حضور القلب والعقل، أجرها عظيمٌ وفوائدها جمّة، وتعود فائدتها على العبد في الدنيا والآخرة.
فضل قراءة أذكار الصباح والمساء
١- كسب رضا الله عزّ وجلّ.
٢- زيادة قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
٣- دوام الصلة بالله عزّ وجلّ والقرب منه والأنس به.
٤- ذكر الله عزّ وجلّ للعبد في الملأ الأعلى.
٥- الحفظ من شر الإنس والجنّ وشر كلّ المخلوقات.
٦- التمتع بحفظ الله عزّ وجلّ وحمايته.
٧- مغفرة الذنوب والسيئات.
٨- زيادة الحسنات والثواب.
٩- دخول الجنة بفضل الله وكرمه.
١٠- دوام نعم الله جلّ وعلا والبركة فيها.
١١- كفاية الهم والغم والحزن في الدنيا والآخرة.
١٢- طمأنينة القلب وانشراح الصدر.
١٣- التحصن من الشيطان ومكائده.
١٤- الحفظ من الحسد والعين.
١٥- إمداد الجسم بالقوة والطاقة.
١٦- جلب الرزق وقضاء الدين.
١٧- حفظ المكان الذي يبيت فيه الإنسان.
كيفيّة قول أذكار الصباح والمساء
١- ذكر أذكار الصباح والمساء يكون بتمهّل وبحضور القلب ووعيه لها وفهمها، ليتسنى للعبد استشعار حلاوة الذكر والصلة بخالقه - جلّ وعلا-، وأيضًا لتحصيل انشراح الصدر وسعادة النفس.
٢- قراءتها بصوت منخفض يسمعه قارؤها فحسب ممّا لا يؤدي إلى انزعاج الحاضرين أو التشويش عليهم.
٣- قراءتها بشكلٍ منفرد لا بشكلٍ جماعي اتباعًا لسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم-.
٤- التلفّظ بها وقراءتها وليس سماعها من الآخرين أو من التسجيل الصوتي، وذلك لتحصيل أجرها وثوابها.
٥- قضاؤها وقراءتها حال تذكرها إذا فاتت العبد ولم يأت بها كأن ينام عنها أو ينساها.
٦- قراءتها ليس لها مكانٌ محدد بل بإمكان العبد قراءتها في بيته وفي الطريق أو في عمله.
٧- قراءتها من غير وضوء جائز فالأذكار لا تحتاج لوضوء كالصلاة، فيصح للحائض والجنب قراءتها أيضًا.
وقت قراءة أذكار الصباح والمساء
وقت الصباح يبدأ من نصف الليل الأخير إلى الزوال، وأفضل وقت لأذكار الصباح لقولها من بعد صلاة الصبح حتّى تطلع الشمس، كما أنّ وقت المساء يبدأ من زوال الشمس إلى نهاية نصف الليل الأول، وأفضل وقتٍ لقراءتها من بعد صلاة العصر حتّى تغرب الشمس.
أفضل وقت لقراءة أذكار الصباح والمساء
-الأذكار خصَّ الله - سبحانه وتعالى- المسلمين بالكثير من النّعم التي تقرّبهم منه، ومنها الدعاء والمناجاة له في كلّ وقتٍ وحين، فقد شرع الكثير من الصلواتِ النّوافل، والأدعية والأذكار، ومنها أذكار الصباح والمساء، والتي تُقال في وقتٍ زمنيٍّ معيّن، حيثُ إنّ لها الفضل والأجر الكبير عندَه سبحانه.
-يبدأ وقت الصباح من نصف الليل إلى الزوال، وأفضل وقت لقول أذكار الصباح هو بعد صلاة الصبح حتّى طلوع الشمس، ويبدأ وقت المساء من زوال الشمس حتّى نهاية النصف الأول من الليل، وأفضل وقت لأذكار المساء هو مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس.
كيفية قول الأذكار
١- يُستحبّ على الذاكر أن يأتيَ بالأذكار بتأنٍ وتعقُّل، وفهمها لينشرح صدره، وليذوق حلاوةَ الإيمان؛ لذلك لا يليق التسرع في قولها دون استحضار للقلب.
٢- من السُّنة أن يقولَها بصوتٍ منخفض، بحيث يسمع نفسه فقط، ولا يرفع بصوته بها في حضرة الناس فيزعجهم، فقد الله - تعالى-: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
٣- عدم رفع اليدين، لأنه لم يرد في السُّنة ما يدلّ على ذلك، ولأنّ رفع اليدين غير مُستحبّ في أذكار الثناء والحمد.
٤- يُستحبّ أن يأتي بها منفردًا، حيثُ إنه لم يشرعْ ذكرها مع الجماعة في المسجد.
بعض أدعية الصباح والمساء
من أذكار الصباح: «اللهم إني أصبحتُ أشهدُكَ، وأشهد حملةَ عرشِك، وملائكتك وجميع خلقك، أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين».
من أذكار المساء:« أمسيْنا وأمسى الملكُ لله، والحمد لله، ولا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله